مقالات وتحقيقات

رياض الفرج يكتب: كيف نفهم العلاقة مع الآخرين؟

كيف نفهم العلاقة مع الآخرين

اليوم الثامن


من أصعب المهمات في الحياة ما يتعلق بفهم الإنسان للإنسان الآخر وكيفية التعامل معه عن وعي وإدراك بما فيه من خير وشر ؛ إذ أن الإنسان قد يعيش ردحا من الزمن لا يفهم نفسه التي بين جنبيه كيف يعالج كوامنها ولواعجها وتقلباتها ولحظات ضعفها ولحظات عنفوانها ؟ هذه نفسه التي يعيش بها ومعها ، فكيف له أن يفهم غيره بما يكفل له التعامل معه دون مطبات وعقبات ؟ .
ولعل هذا الأمر من الألغاز المحيرة لواقع فهم علاقات الناس، فالناس جميعا قد جبلوا على القابلية للخير والشر ” وهديناه النجدين ” وتتفاعل البيئة مع التربية في عمليات بناء الإنسان وصناعته، وحين تكون البيئة مضطربة تموج بكل تناقضاتها يحدث ما يتم مشاهدته في واقع الحياة اليومية من تبدل العلاقات وتضاربها .
ولا استغرب سرعة تبدل علاقات الناس يمينا وشمالا مع القريب ومع البعيد بفعل تأثير عوامل البيئة التي قدًست المصالح على حساب حياة القيم والروح والضمير ليتحول الإنسان في كثير من الأحيان مجرداً من الإنسانية والقيم والضمير، وتتشابك المصالح بين بني الإنسان لتكون هي العامل الحاسم في تحديد العلاقات وثباتها بمقدار تشابك المصالح، وهذا يفسر تغير العلاقات، فمعطيات المصالح أقوى من روابط الزمالة والقرابة والجيرة والدين في كثير من الأحيان بحسب معطيات الواقع .
ومؤثرات التربية من الأسرة والتعليم والإعلام والمجتمع لم تعد قادرة على تعديل هذا الواقع، فغابت عمليات التوجيه والتوعية الناضجة والقدوة في الأسرة والمدرسة والمجتمع ، وعزز الإعلام ثقافة المصلحة والعلاقات المبنية على ذلك ، وفهم هذا الواقع يفسر العلاقات القائمة بين الناس ،كما يفسر أزمتها وتبدلها وعدم استمرارها وتوقفها ، ومن المعلوم أنه ما كان لله فهو المتصل ، وما كان لغير الله فهو المنقطع ، ولأجل ذلك لا يأس على علاقات بائسة جمعتها المصلحة وفرقتها ذات المصلحة. رياض الشديفات / 17/12/2019م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى