مقالات وتحقيقات

تقى عبد المقصود تكتب: الكيمياء الإنسانية

الأمر معقد جدا… لم أحب مادة الكيمياء طوال عمري هذه المعادلات الجافة والحسابات الرقمية ورموز العناصر وأوزانها الذرية ولكني تعلمت منها الكثير كان أولها كيف تصنع معادلة متسقة المدخلات فيها تعطيك المخرجات برموز صحيحة طبقا لجدول دوري تحفظ فيه كل رموز العناصر الكيميائية ومن هنا لو دققت النظر كانت أغلب أمور الحياة هي معادلات كيميائية تخضع لجدول دوري؛ لكنه لايحتوي على رموز العناصر بل يحتوي على شفرات الحياة ورموزها الصعبة…جدول يتطور باستمرار؛ أنت من تكتب عناصره وتزنها ، أنت من تحدد الأولوية والأهمية يشبه الأمر كتالوجا تسير به الحياة اليومية يشمل مبادئك ومعتقداتك وأفكارك ومواقفك تجاه الأحداث والأشخاص ، جدولا دوريا يتطور ويتجدد باستمرار ليواكب الزمن ، ولكنه يجب أن يحتفظ بركن ثابت من الأخلاقيات لايتغير مهما كانت المغريات ، ركن يحافظ على ما بداخلك نقيا ؛ يحافظ على المعادلات متسقة حتى ولو لم تكن منطقية ، فالأهم أن تكون إنسانية تبقى الكيمياء بالنسبة لي شبحا درستها على غير رغبة مني ولكني تعلمت الدرس الذهبي (الوزن) فمهما كانت صحة معادلتك فإجابتك خاطئة مادام الوزن غير صحيح وللإمام الشافعي دستور في العلاقات ، زن من وزنك، بما وزنك وماوزنك به فزنه من جاء إليك فرح إليه ومن جفاك فصد عنه من ظن أنك دونه فاترك هواه إذن وهنه وارجع إلى رب العباد فكل مايأتيك منه .

وتبقى العلاقات والمشاعر الإنسانية هي الكيمياء الأصعب في العالم.. لايحكمها دستور ولاجدول دوري ولاتفسرها معادلة فهي من القلب إلى القلب تصل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى