الشيخ عمر نصر | الابتهالات والانشاد حياتى فى حب ” رسول الله “

محمد بركات

صاحب صوت إنسانى فضفاض لا يبتهل إلا وكان يغرد رغم صغر سنه، المبتهل الشيخ عمر نصر الجرجاوى الشهير ” عمر الصعيدى ” ، يعد أحد النماذج الشابة التى حفرت لها اسما بين عالم الكبار يمتاز بإنسانيته وتواضعه فى المقام الآخر، وخشوعه لله عز وجل فى المقام الأكبر، فى الإنشاد الدينى والابتهالات بجرجا.

حدثنا عن سيرتك الذاتية ونشأتك؟

” عمر عبد الرحمن نصر ” ولدت بمدينة جرجا محافظة سوهاج، من أسرة طيبة تدعى عائلة ال ” الشيخ نصر” بجرجا ، كما أن معظم العائلة كانوا من كبار العلماء الازهر الشريف وكان منهم فضيلة الشيخ هارون نصر الذى كان بمثابة علم من علام الازهر الشريف والشيخ نصر الكبير الجد الاكبرالذى كان عالما كما شهرله المجالس العلمية بعلمة وورعة .
و تربيت منذ صغرى فى منزل محاط بالقران الكريم حيث تنقلت فى المراحل التعليمية بالازهر الشريف منذ صغرى والان بكلية الدراسات الاسلامية قسم شريعه اسلامية.
ومن علي الله بنعمة الصوت الندى منذ صغرى فى صلاة وفى رمضان فى وصلات القيام ثم بعد ذلك توجهت الى مائدة الابتهالات الدينية والتوشيح .

تعلقت بصوت «عمران ».. و«ايهاب يونس» قدوتى

حينما تسمع صوته فى الابتهال والقرآن تشعر بحالة من الوجد تدب فى جسدك وقشعريرة تتدفق فى عروقك ، وهم الاشخاص الذين اثروا فيابصوتهم الشيخ عمران وحديثا الشيخ ايهاب يونس حقيقة اعتبره مدرسة وقدوة لى .
وهم من المدارس العريقة الشيخ عمران والنقشبندى.
اما من المدارس الحديثة حقيقا ان احب حبه واعتبره مثلى الاعلى الشيخ ايهاب يونس المبتهل بالاذاعة والتليفزيون واستاذ المقامات.
وتعلقت بصوته بعد ذلك مثل وياسين التهامى ونجله محمود التهامى ومحمد التهامى وفى قراءة القرآن الطبيب أحمد نعينع، والمشايخ الكبار فقد حفظت معظم قصائده الانشاد الابتهالات الدينية بالحرف، والتشكيل والمواضع والأداء، لهذا أعتبره نقطة البداية لى.

ومتى بدأ صيتك داخل مركز ومدينة جرجا؟

وبدأت رحلتى مع الابتهال بجرجا والقرى المجاورة منذ سنة تحديدا كنت وقتها قد دعيت الى احتفال وكان هناك القارئ العظيم والمشهور يدعى القمر الهوى وحقيقة هذا الرجل اعتبرها من اهل القران الكريم ومن وقتها دعى لى وهم اهل الله وخاصتة اهل القران .
كما بدات الانشاد الدينى عن طريق الاحتفالات والمناسبات الاحباب التى كانت تطلب منى ان ابتهل وانشد ابياتا فى حب رسول الله صل الله وعلية وسلم واتذكر ان فى مره من المرات ذهبت الى فرح بقاعة الافراح وهذا الامر حدث معى مرتين وقام احد اصحاب الفرح بوقف المويسقى والاغانى من الفرح وقدمونى بالقاعة للابتهال واحيت الفرح بالابتهالات بكلما حبا فى رسول الله صل الله وعلية وسلم .

وهل قلدت أى من كبار المبتهلين فى بداية حياتك؟

حقيقة لم اميل الى التقليد ابدا ليس تقليل من الافاضل وكبار المبتهلين فهم مدارس ولاكن انى أومن بأن لكل فرد منا احساسه وحالتة التى يعبر بها فى حب رسول الله صل الله وعلية وسلم،وعلى مقدار الحب يكون الكلام خارج من القلب الى القلب ، فأنا من عشاق الصوت العذب فأن الناس لا تحب المقلد ولكن تحب أن تسمع صاحب الصوت نفسه.

حدثنا عن فن الابتهال الديني؟

الابتهال الدينى، فن مصرى وخصوصا فى الصعيد وعرفه المصريون منذ آلاف السنين، فقد كان الابتهال موجودا منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن هناك فرق بين الابتهال والإنشاد الدينى، حيث أن الابتهال هو مدح فى الذات الإلهية والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، بينما الإنشاد الدينى يكون مصحوبا بألات موسيقية، والابتهالات أو الإنشاد الدينى هى موهبة من الله تعالى تصقل بالدراسة ، حيث انها تتطلب معرفة المقامات، كما أن الابتهال يكون دون آلات موسيقية، ويعتمد على التنوع فى مخاطبة الناس من خلال مقطوعات من الشعر قصيرة، بينما يصاحب الإنشاد الآلات الموسيقية، ويكون بقصيدة شعرية كاملة..

برأيك ما أسباب التراجع فن الابتهال حاليا؟

ذلك راجع لفقدان عدة أشياء، منها التدقيق فى الشعر المقدم إلى المستمع الذى يتناسب مع المبتهل والمستمع، كما يجب على المبتهل أن يراعى الطبقة الوسطى من التعليم، مع مراعاة المقامات الموسيقية التى يجب أن يحفظها ويؤديها المبتهل بغير نشاز، حتى تستمع الأذن الموسيقية بلهفة ، كما فن الابتهالات الدينية والانشاد فى كل يوم يتم تطويره باسلوب راقى وعلمى على يد نقيب المنشدين والمبتهلين الشيخ محمود التهامى والشيخ ايهاب يونس والشيخ طه الاسكندرانى هؤلاء اضافوا وطورو من الابتهالات والانشاد بمصر والعالم .

وهل دعيت لإحياء ليالى رمضان ؟

نعم دعيت فى رمضان ومعظم الاحتفالات الدينية فالحقيقة الصعيد له طابع خاص فى هذا الاحتفالات بشهر رمضان ومناسبات الدينية بجميع اشكالها بالانشاد والابتهالات الدينية طول السنة ، كما دعيت بامسيات كصالون ثقافى وورش عمل بالمجتمع المدنى مثل مراكز الشباب والجمعيات الخيرية والهيئات الثقافية .
ماذا عن أهم المشاكل التى تواجه المبتهلين من وجهة نظرك؟
ضيق العيش، فلم يعد هناك إنتاج دينى فى مصر وفى خارج مصر إلا من رحم ربى لكن خارج مصر نسمع الأناشيد الدينية على الفضائيات أما الآن فلا يوجد إنتاج دينى وليس هناك دخل ثابت للمبتهل وإن كان عضوا فى نقابة القراء أو الإنشاد الدينى، فالابتهال لا يطلب إلا فى صعيد مصر فى ليالى الأفراح والزفاف ولكن القاهرة وضواحيها الابتهال فيها يقتصر على المواسم الدينية فى المساجد وشهر رمضان المبارك، ولذالك تواجه المبتهلين حاليا عدم توفير بالصعيد منهج او مدرسة كى تقوم بتعليم المقامات الصوتية للمبتدئين وهذه من اكبر المشاكل فى الصعيد وخصوصا فى سوهاج .

هل اشتركت فى مسابقات بلانشاد الدينى ؟

حقيقة كنت منسق للحدث الاول من نوعه فى الصعيد وخصوصا فى بلدى جرجا وهى مسابقة موهبتى وكانت فى الانشاد الدينى والقران الكريم وشارك فيها العديد من المتسابقين والحكام المعروفين وكان من لجنة الحكام فى الانشاد الدينى الشيخ ابراهيم السوهاجى المبتهل بالاذاعة والتليفزيون .

وما هى النصائح التى تقدمها للمقدمين على الابتهال؟

النصائح للمقدمين على الابتهالات :
أولا، اخلاص النية لله عز وجل .
ثانيا، لابد أن يكون يتمتع بصوت جميل، وأن يكون عنده موهبة حقيقة، ويحافظ عليها ويدقق فى الأبيات التى يلقيها ويحفظها جيدا، وان يتميز المبتهل باسلوبة واحساسه الخاص وأن يكون له مدرسة خاصة به.
ثالثا ، البدا بمعرفة المقامات الصوتية وان لم يتوفر معلم فى بلدتك هناك دروس عظيمة على النت مفيدة جدا لك تعلم منها .
رابعا ، عند البدا كمبتهل اياك ان تتكبر مهما على شانك ولا ترفض احتفال مهما كانت ظروفك لا تسمح فوالله ما افضل من جبر للخواطر ومن مشى بين الناس جابرا للخواطر ادركه الله من المخاطر .

أخيرا.. ما الذى تتمناه مستقبلا؟

• أتمنى عودة الإنتاج الدينى لإنتاج ألبومات ابتهال وإنشاد؛ نظرا لظروف بعض المبتهلين المادية، فمعظم أعمالى أنتجها على نفقتى الخاصة وهذا لا يتوافر عند كل المبتهلين، ما يكون أحد المعوقات فى مجال الابتهال الدينى .
  أتمنى انشاء مدرسة فى مدينة جرجا لتعليم المقامات الصوتية للابتهالات والانشاد الدينى كما ان جرجا بلد العلم والعلماء منبع لاخراج المبتهلين والمنشدين .

ويضا احب ان اقول ان فى الصعيد اصواتا ومنشدين وقارئين ومبتهلين لواستطاع الاعلام المصرى والصحافة المصرية تسليط الضوء عليهم لوجود عمالقة جدد مثل عمالقة الرعيل الاول لانه سبحانه وتعالى عطائه ومدده موجود وماكان عطاء ربك محظورا .