أشرف رضا يكتب : الحقيقة الخفية فى مجتمع بهيه

يتحدث الجميع دائما عن الحق والوضوح والصراحة ، فأقول لهم أن الحق دائماً واضح والصراحة مهما كانت مريرة ومتعبة وجارحة إلا أنها الحقيقة ، حتى إذا أُخفيت تماماً فتأتي الأيام والظروف لتظهرها جلية ، فنحن دائما ما نبحث عن الحقيقة ، الحقيقة مجردة من أي توجيهات أو محاولات تزييف أو خداع ، ونختلف فى مواجهتها ، فمنا من تؤلمه الحقيقة وتضعف إرادته ولا يقوى على مواجهتها ويهرب منها ويحتمي بما يكذبها ويسعد بإخفائها ويعيش دائماً مخدوع ، فهو يخدع نفسه قبل أن يخدعه الآخرون ويصبح مادة للسخرية ويصفونه
بـ ” المغفل ” أو بالطيب ، وهو يعلم بينه وبين نفسه أنه ضعيف وجبان أمام الحقيقة والحق ، ومنا يسعى إلى الحقيقة حتى ولو كان فيها هلاكه ، ويعيش متألماً بالحقيقة معذباً بالحق لا يخدعه ولا يستغله أحد لأنه دائما ً يكتشف ما حوله ويحاول معرفة كل شئ ويتحرر من كل شئ ، فيطلق عليه البعض انه ذكى ، ويطلق عليه البعض الآخر انه مجنون ، ولكنه فى الواقع هو ليس إلا باحث عن الحقيقة المجردة ، ولا يحب العيش بين المخادعين ولو كان فيه هلاكه .
فنحن نعيش في مجتمع يظهر لنا بعض الحقائق ويخفي عنا الكثير ، يظهر لنا الجانب الذي يريد لنا فقط أن نراه ، ويخفي عنا ما لا يريد لنا معرفتة ، بل ويسمى لنا الأشياء بأسماء غير أسماءها الحقيقية ، فيسمى الهزيمة نكسة ، ورفع الأسعار تحريك الصرف ، وتخفيض النفقات ترشيد ، والإقالة استقالة ، نعيش فى مجتمع يعتبر الحقيقة من اختصاص أصحاب السلطة وحدهم ، لا يجوز لغيرهم الوصول إليها ومعرفتها أو حتى المطالبة بمعرفتها ، هل ذلك للحفاظ على السلطة ، أم لعدم إعطاء الفرصة للنقد العقلي كمحاولة لتصحيح ما تريده السلطة وتخفيه ؟
هل كتب علينا أن نعيش دائماً مسيرين وموجهين غير مدركين ولا متفهمين ما يدور حولنا ، ولا نمتلك المعرفة حتى لا نملك القدرة على النقد ؟ .
لماذا تعيش الحقيقة في مجتمعنا في الظلام الدامس لا نراها ؟ ، لماذا لا تظهر جليه كشعاع الشمس ؟ .
الله سبحانه وتعالى لم يحجب عنا الغيبيات الخمس إلا لحكمة ونِعمه وستر علينا ، كي نعيش حياتنا غير خائفين ولا نفسد حياتنا على انفسنا ، فهل تتعاملون معنا بمنطق الربوبية وتخفون علينا الحقائق لحكمة ونِعمه علينا خوفاً على انفسنا ، هل تتعاملون مهنا على أننا عبيد لكم يجب علينا السمع والطاعة ، ومن يطالب بحق المعرفة فله الويل والوعيد والعذاب الشديد ؟ .