مقالات وتحقيقات

عبدالمنعم هلال يكتب: سامحوني

عبدالمنعم هلال يكتب: سامحوني

اليوم الثامن/القاهرة

الاربعاء/25 مارس/2020

سامحوني إذا هاجمني الحزن فجأة ولم أجد خياراََ آخر سوي أن أكتب هنا بعض الكلمات ذات النصل الحاد فالمعركة ضارية و تلك الكلمات كالوضوء أغتسل بها من الوجع و الجروح وأكمل الصراع…
لا أقصد أن أجرح أحد ولا أن أضغط علي ألم يتناساه أحدكم بصعوبة…
فقط الطرق الفرعية للهروب مغلقة بأوامر من الأرض و من السماء…غُلِّقَت أبوابها في وجهي….فلا حيلة لي سوي أن أنقش تلك الحروف المدببة علي جدران صفحتي….
صاحبت الكثيرين علي طول مشوار الحياة كانوا أشبه بطاقة نور عن أنهم بشر….يمتلكون من النَفَحات ما يسمح لهم بزرع أجنحة لكل من يحيطون بهم في قطر لا يقل عن الألف كيلومتر مربع….
و لكنهم هُزموا…لم يتمكنوا من الانتصار في المعركة…
حاصرتهم جيوش الأحزان و تمكن ملك القبح من التغلب عليهم و تكبيلهم و استطاع أن ينتزع منهم النور نزعاََ….و وضعه في صناديق مغلقة ليدفنها تحت الأرض بعيداََ علي حدود الجحيم فيطعمها للشياطين كسحر نادر يضاعف من حجم قواهم السوداء…
شاهدتهم و هم يبتسمون لي في انكسار و يتحسسون ملامح وجهي بأناملهم و يقولون لي :
( لقد انتهي كل شيء يا عزيزي…لا جدوي من كل ذلك الأمر…
لا جدوي من كل أحاديثك المحفزة الفارغة من الواقعية…
لقد كنا نؤمن بخرافات و أوهام يا صديقي…
تلك الأرض ليست سوء للألم و الكراهية…سنمضي الآن بلا رجعة و لكن سنفتقدك كثيراََ فلتحكي عنا كلما تذكرتنا…
فلتحكي عنا للناس ليعرفوا أننا كنا هنا…
كنا نزرع الأجنحة و ننتظر في لهفة لمن يصدقنا فيقترب لنمنحه جناحاََ يحلق به في سماء روحه و يُنير )…
صديقي الذي يبيع الحلوي لاطفال الملائكة الآن في ذلك الكوكب البعيد….حبيبتي التي تُزَيِّن القواقع بلمسات أصابعها الرقيقة و تنفث فيها من روحها فتبت اللآليء ثم تعيدها لقاع البحر و تُراقص الأسماك مغمضة عينيها و علي وجهها ابتسامة مقدسة….
أنا أفتقدكم و أتذكركم جيداََ و كأنكم مازلتم هنا بجواري الآن…
أخبركم أنني مازلت في المعركة أحاول زرع الأجنحة لمن لا يفقهون لغة الطيور…
أبلغكم أن كل فرد منكم هُزم و مضي سقط وراءه نجم من السماء فازدادت مساحة الظلام علي أرضنا الحزينة….
كونوا بخير في عالمكم الآخر…

عبدالمنعم هلال يكتب: سامحوني
عبد المنعم هلال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى