دكتور. محمد قاسم بطاينة يكتب:حديث مع النفس
حديث مع النفس
لا أخشى الموت بمعناه الغيابي…ولا أخشى الرحيل عن عالم لا يستثني الذنوب…ولا أخاف يوما” تصدح فيه سماعات مساجد قريتي تعلن إنتهاء رحلتي.
صدقاً لا أخشى كل ذلك…فأنا أملك من الإيمان ما يجعلني موقن بأن اليوم قادم…ولكن ما أخشاه أن تلوكني الدنيا ذنوباً ومعاصي…ما أخافه أن أقف حائراً لا زاد معي ولا قوت…ما أخشاه أن يأتي اليوم الموعود وأنا في حالة من الهذيان الدنيوي.
إلى كل من سيبقون ورائي من أهل وعائلة وأصدقاء…لا تبخلوا علي بالدعاء ولا تبقوا في ذمتي شيء من حاجات الدنيا…إبحثوا عن كل صاحب حق وردوا الحقوق…ما زال في الروح حياة…وما فتئت النفس عن الأمنيات…وتعلقت الآمال برب العباد…إليه انيب وبه أستعين ودعائي كما هو منذ أن علمت وفهمت ما معنى أن أموت…ربي لا تقبض روحي إلا وأنت راض عني.
الثالثة صباحا…..من المفروض أن أكون وحدي…من المنطق أن أصدق مع نفسي…من العدل أن أبدأ بالتذكر…لن يضيرني نصف ساعه للتحدث مع نفسي…لن أخسر عندما أحاسبها وأعيدها إلى رشدها. ….
.ليبدأ الحديث…مضت دقيقة…خجلت منها…يؤجل الحساب هربا وجبناً وقلة حيله إلى اشعار آخر…أتمنى أن ﻻ يطول هذا اﻻشعار…أو على الأقل قبل موعد الحساب الحقيقي وقبل أن تغمض تلك العيون للأبد.
ﻻ اله الا الله سبحانك إني كنت من الظالمين.
