مصطفي التوني يكتب … ما في معلوم

اليوم الثامن
الآن وبعد مرور أكثر من عشر سنوات أيقنت أن حارس العامل الهندي كان محقاً في هذه المقولة رغم اعتراضي عليها في أول مرة سمعتها وعدم اقتناعي إلا أنى الآن بدأت أعيد حساباتي حول هذه المقولة التي ترجع أحداثها الى عام 2008 حين كنت أعمل في المملكة العربية السعودية في إحدى المؤسسات وكان من ضمن العمالة بالمؤسسة حارس العامل الهندي صاحب المقولة التي يتداولها كثيراً من الهنود هناك.
في أحد الأيام وكنت مكلف بإدارة السوق التابع للمؤسسة لفت انتباهي هذا العامل حينما رأيته يطلق هذه المقولة لكل من يسأله عن منتج أو يطلب خدمة من العملاء أو المديرين داخل السوق فتعجبت و استدعيته ودار بيننا الحوار التالي بنفس اللغة هذه وسا شرحها فيما بعد
( حارس انت ليش كلام ما في معلوم مع أي عميل يسأل عن شيء. قال يا مدير أي نفر يبغى شيء من سوق هو في معلوم مكانه اذا انا كلام في معلوم بعدين هو كلام جيب بعدين ما في يعجب بعدين سوى مشكله سوى سوى . انا كلام ما في معلوم بعدين هو جيب بعدين ما في مشكلة يجئ )
(حارس يقصد بكلامه هذا أنه من خبرته في العمل مع العملاء والمديرين بالمؤسسة علم أن أغلبهم لا يعجبهم الخدمة المقدمة إليهم وإذا أعجبتهم اعتادوا عليها فحولوها من خدمة الى واجب يجب أن يؤديه لهم حال سؤالهم أو طلبهم للخدمة او المنتج وهو ليس من اختصاص وظيفته التي يتقاضى عليها راتبه ويقول أن العميل اذا سأله عن شيء وأجاب بأنه يعرفه فسيطلب العميل منه تنفيذه ولن يعجبه وستقع مشكله بينه وبين العميل ؛ لأجل هذا يقول لا أعلم حتى وإن كان يعلم) ويستند في ذلك الى أن نظام العمل في السوق لا يتطلب خدمة العميل في جمع أغراضه.
لم أقتنع بوجهة النظر هذه والتي يعتنقها أغلب العمال الهنود هناك لكن مع مرور الوقت والاحتكاك أكثر بالناس اتضح لى أن هناك أناس يجب أن تقول لهم إذا سألوك عن شيء
ما في معلوم يعنى “معنديش فكرة” بالمصري حتى لو كنت تعلمه او لديك فكرة عن هذا الشيء؛ نعم هناك أناس يجب أن يسمعوا هذه المقولة من هؤلاء الناس المصابون بمرض الشك حيث يشك في أنك تقدم له خدمة لا تبتغي من ورائها شئ ،ومنهم من يعتاد أنك إذا قدمت له خدمة مع مرور الوقت يصبح ذلك واجب عليك ويخرج من نطاق تقديم الخدمة في الحال الى عمل دائم يضاف إلى اختصاصاتك عليك القيام به.
عانيت كثيراً وعانى مثلى كثيرون ممن لا يحبون أن يكتموا علماً او يدخروا نصيحة وتوالت الصدمات من جراء ذلك وكانت بين كل صدمة والأخرى تجول بخاطري هذه المقولة لم لا أتعامل بها ما دمت لا أستفيد شي ؛كم كنت تستمتع براحة البال والهدوء يا حارس في حين عشت انا سنوات أعاني لعدم اقتناعي بوجهة نظرك التي أقتنع بها وساعدني على الاقتناع بها بعد معاناته ايضاً صديقي الحبيب محمد عبد الهادي الاشرف الذي أتعلم منه الكثير والكثير في شتي مجالات الحياة لما يتمتع به من خبرة علمية وعملية واسعة في الحياة وايضا زميلتنا الرائعه منه الله حسين التي اقتنعت بالفكرة وقررا الاثنين معي الآن أن نعلنها سوياً ما في معلوم.
