
اليوم الثامن/القاهرة
عرف حجر الزمرد به منذ أيام الحضارة الإغريقية وقد أعطوه تسميت الـ (Smaragdus) والتي تعني اللون الأخضر نسبةً لاكتسابه هذا اللون، وقد وصف الكاتب الرُوماني القديم بليني الأكبر (Pliny the Elder) بأنه لا شيء يُضاهي الزُمرد في لونِهِ المُميز “الأخضر” وفي حد تعبيره أن أصحاب محلات بيع الجواهر وصُناعها كانوا لا يجدون شيئاً أفضل من الزمرد لكي ينظروا إليه حتى يكتسبوا الشعور بالراحة والتخلص من القلق، ويُرَجَّح أن أول من عرف مناجم الزُمرد هم المصريون القُدامى منذ حوالي 330 سنة قبل الميلاد.
ويقال ان ملكة مصر “كليوباترا” عُرفت بحبها وشغفها لحجر الزمرد.
لعب حجر الزمرد كعامل جذب للمستكشفين الإسبان في القرن السادس عشر وبالذات في قارة أمريكا الجنوبية وتحديداً في كولومبيا خلال حملاتهم لاستكشاف أراضٍ جديدة، حتى أن شعب الأنكا كانوا يستخدمونه كجزء من مجوهراتهم وأحد رموز طقوسهم واحتفالاتهم الدينية لما يزيد عن الـ 500 عام، أما الإسبان الذين كانوا معتادين على اعتماد الذهب والفضة كسلع نقدية في معاملاتهم التجارية فقد وجهوا اهتمامهم نحو الزمرد كعُملة نقدية باهظة الثمن مما شد انتباه وأنظار الأوروبيين والآسيويين نحو هذا الحجر الكريم.
الزُّمُـرُّد نوع من معدن البريل والمكون من سيليكات البيريليوم والألومنيوم، يوجد في المناجم بين الصخور الصلدة والرخام بخلاف معظم الأحجار الكريمة، لونه أخضر غامق عميق وشفاف.
ولكنه يفوق باقي الأحجار الكريمة بالوزن، وهو حجر شفّاف ذات طبيعة بلورية، يمتاز باللّون الأخضر الغامق الجميل، لاحتوائه على مادة الكروم التي تعطيه اللون الأخضر، ولا يتغيّر لونه إذا تعرّض لأشعة الشمس أو لضوء قويّ، وكلما ازدادت درجة لونه وكان قليل الشوائب أصبح أثمن.
ويحتل المرتبة الثالثة من حيث الأهمية. يكتسب لونه الأخضر لوجود كميات ضئيلة من الكروم أو الحديد، يعتبر الزمرد من الأحجار الكريمة، وبالمقارنة بالأوزان يعتبر الأعلى قيمة بين الأحجار الكريمة، خاصة عندما يتخلله عروق من أملاح معدنية أخرى، ولأملاح البريل قساوة بين 8 و10 على مقياس موس لقساوة المواد.، تحتوي معظم بلورات الزُّمرُّد على قشور دقيقة يطلق عليها أحيانا اسم سُتُر. كما تحتوي على جسيمات دخيلة متعدّدة. إن أحجار الزُّمُرُّد الكاملة لنادرة جدا، وإذا وُجدت تكون أغلى من الماس. والزُّمُرُّد الأزرق أغلى من الزُّمُرَّد ذي اللون الأصفر.
هناك عدّة أنواع من حجر الزّمرد، صنّفت حسب اختلاف اللّون فيما بينها:
الزمرد الذبابي
الذي يمتاز باللون الجميل الذي يشبه لون ذبابة الربيع، لذلك سمّي بالزمرد الذبابي، ويعتبر أفضل أنواع الزمرد.
الزمرد السلقي
الذي يشبه لونه لون أوراق نبات السلق الطري.
الزمرد الريحاني
الذي يشبه في لونه ورق نبات الريحان.
أمّا الزمرد الصابوني
فهو من أشباه الزّمرد وليس له قيمة كباقي الأنواع من الزمرد، أمّا لونه فيشبه لون الصّابون الأخضر
. مواصفات الزّمرد الأصلي
هناك عدة مواصفات يتميّز بها الزّمرد الأصلي، كقدرته على كسر الضوء الذي يتعرض له، وأيضاً يتميّز بقدرته على التوهج وبطبيعته البراقة، بالإضافة إلى درجات لونه، ويمكن من خلال هذه المواصفات الكشف عن الزّمرد الأصلي وتفريقه عن الزّمرد المغشوش، مع مراعاة القيام بالأمور التالية:
فحص قدرته على كسر الضوء،
حيث يتمّ تنظيف حجر الزمرد جيداً من الرواسب، وحتى من آثار الأصابع عليه باستخدام قطعة قماش، ثمّ نقوم بتسليط ضوء قوي على حجر الزمرد حتى يقوم بعكس الضوء، ونضع بطاقة بيضاء اللّون أمام الحجر لتقوم بعمل ارتداد للضوء المنعكس، الذي ينتج عنه انكسار للضوء داخل حجر الزمرد، وحدوث الانكسار داخل الحجر يدل على أنّ الزمرد أصلي.
فحص قدرته على التوهّج،
بعد مرور الضوء من خلاله، ينتج توهج أخضر بسبب الشوائب الطبيعية في حجر الزمرد، وهذا التوهج هو الذي يميّز الزمرد عن غيره، أمّا الزجاج أو الكريستال فهي مواد نظيفة من الشوائب، وينتج عنها ضوء نظيف.
الفحص باستخدام المجهر،
حيث نقوم بوضع حجر الزمرد تحت عدسة المجهر، ونقوم بالتدقيق في تركيبة حجر الزّمرد والبحث عن الشوائب الطبيعية في الحجر، أو احتوائه على خطوط بلوريّة أو شقوق على شكل أطياف، تميّز حجر الزمرد عن غيره ويصعب تقليدها. هناك عدة أجهزة تفحص الزمرد الأصلي أو أي أحجار كريمة أخرى، كجهاز معامل الانكسار وجهاز التحلّل الطّيفي وغيرها.