غير مصنف

رؤوف قنش يكتب:الروتين والروتين المضاد

الروتين والروتين المضاد

رؤوف قنش يكتب:الروتين والروتين المضاد

قد يكون عنوان المقال صادم بعض الشيئ لأنة معروف لدينا تعريف صريح للروتين اليومى الذى يمارسة الإنسان العادى والمسئول والهيئات الحكومية التى تتعامل معها ومقابلة الموظفين وما أخذنا عليهم بالتكشيرة وفوت علينا بكرة ياسيد وذهابك للعمل اليومى دون تجديد وابتكار وتركب المواصلات ذهابا وايابا دون تغيير المسار ولو حاولت التجديد لظننت انك ستسبح وحيدا فى بحر الظلمات حتى ذهابك للسوق لا تغيير الوجوة نفس الوجوه والأسعار دون تحريك للأدنى والمستوى المتوسط ولكنها فى تصاعد وأكاد اجزم بأن الأسعار هى الوحيدة التى تحارب الروتين بقسوة وتتغلب علية عندما يلتقيان .

ولعل الحادث الذى ازعجنا جميعا وألقى بظلاله على مسرح محطة مصر للسكة الحديد كشف وإزاح النقاب وأشار بأصابع الإتهام الى الروتين اليومى البنية التحتية سيئة للغاية كان الإهتمام المتعاقب للمسئولين هو الشكل الجمالى وحرصوا على ابرازة اهتموا بالسطح واهملوا الأرض أما عن إهتمامهم بالسطح يكمن فى الشكل العام للمحطة من الداخل والخارج وحرصهم على الشكل المعمارى وهات بلاط وغير البلاط هات المواسير غير المواسير هات دة غير دة سيقول البعض منتقدا وآية اللى مزعلك انت بتكرة التجديد ويكون الرد بالطبع لا اكرة التجديد ولكن اكرة ماوراء التجديد أن اهتمام المسئولين بالرتوش والقشور والإبداع فى الثوابت لهو الروتين بكل صورة عندنا عبارة دائما نرددها تقول ( شيل الاسفلت حط الاسفلت ) وعليك عزيزى القارئ أن تبنى على هذه الجملة حالنا الأن وإهتمام المسئولين وعنايتهم بالاسفلت فى كل حياتنا اليومية أما عن إهمال الأرض وأقصد هنا السكة الحديد عندما تركب القطار تشعر بالحزن وخيبة الأمل القوية غير صالحة للاستخدام وعلى فكرة كتبت كثيرا عن محطات السكة الحديد ومعاناتى الشخصية منها حتى لا اتهم اننى اكتب عندما تحدث الكارثة صيفا وشتاء تجد شبابيك الزجاج مكسورة الأبواب ليست آمنة الكراسى غير مريحة على الاطلاق وكثيرا عانيت الوقوف بالساعات حتى اصل القاهرة أو المنصورة وكثير منا يكابد ويعانى المفروض القطار يصل فى ساعتين ونصف ولكن انت بتحلم يصل فى ثلاث ساعات ونصف يكون المريض مات والمقابلات الشخصية للحصول على فرصة عمل طبعا ضاعت والطالب انتهى وقت امتحانة ورسب والموظف تأخير وغياب والحركة العامة توقفت وشلت اليس هذا قصور والمسئول عندة علم بما يحدث ولكن لاحياة لمن تنادى أما عن القضبان فهو بخير وبصحة جيدة طبعا بضحك بنفس مكسورة .

حتى نكسر الروتين اليومى العادى واستعير عبارة الفنانة سعاد حسنى فى فيلم الكرنك ( الروتين اللى هيجيب اجلنا ) ونضع مكانة الروتين المضاد حتى ننهض ونفيق نحتاج لشخصيات لم تعيش فى مصر ليست سخرية ولكنها حقيقة نحتاج لنوعية فولاذية وعقول ابتكارية نحتاج لشخصيات لاترتدى البدل ولا الكرافتات ولا الأحذية اللامعة نحتاج لشخصيات تنام بدرى وتصحى بدرى نحتاج شباب واعد صلب قوى بعيدا عن رجال البخاخة ودواء الكحة نحتاج لهدم اماكن إصدار القرارات اقصد المكاتب المكيفة واستبدالها بالشارع وسط الناس والزحام نحتاج لشخصيات تعلمنا كيف نحافظ على مصر ومقدراتها مثلما نجح النابغون خارج مصر ما المانع أن نستقدم من زرعوا النبوغ فى تلك العقول ونستفيد بخبراتهم ما المانع اعرف اننا لانعيش فى المدينة الفاضلة ولكن من حقنا أن نعيش فى المدينة الفاضلة لا تزعجونى واتركونى احلم لعلى اجد يوما مفسرا للاحلام وقد يكون كامل الوزير وزير النقل الجديد هو مفسر الأحلام وكاسر الروتين من يدرى .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى