ادب ثقافةمشاهير اليوم الثامنمقالات وتحقيقاتمنوعات

حنان فتح الباب تكتب: جبر…خواطر

حنان فتح الباب تكتب: جبر…خواطر

اليوم الثامن/القاهرة

هل جبرت بخاطر أحدهم يوماَ؟ ورأيت وجهه يتلألا نوراَ وإبتسامأَ لا يستطع أن ينطق لسانه ،لأنه لم يجد كلمات تعبر عن فرحة قلبه،اذا كنت فعلت ذلك فأبشر برحمة وبشائر الخير من رب الخير يجبر بخاطر قلبك، ويعطيك من أسباب السعادة ما تتوقعه ومالم تتوقعه.
اما اذا كنت لا تعلم وتتسأل ماهو “جبر الخواطر” هو ذلك الشئ الذي جعلك الله قادر عليه دون غيرك بداية من الإبتسامة في وجه الأخرين إلي ما شاء الله من قضاء الحوائج بالخير.

*جبر الخواطر ليس بصدقة ولا هو زكاة، فالزكاة واجبة والصدقة تطوع لطلب الرحمة والغفران،أما جبر الخواطر ليس له.حدود فربما من يحتاج جبر خاطره ذو سلطان ومال أو فقير أو مسكين هو فقط ذو حاجة لا يعلمها إلا الله،اذا كنت محظوظا أعلمك بها فيسخرك الله لتقضيها له بالخير،او تعلمها انت بفطنة قد وهبها الله لك.

*كان ابي رحمه الله أكثر من جبر خاطري في حياته منذ كنت طفلة إلي ان توفاه الله مع بداية حياتي الزوجية،عندما كنت اطلب منه شيئا كان يلتزم الصمت حتي لايوعدني ولا يوفي أو يجرحني بكلمة”لا” ولكن ما اتذكره انني ما طلبت منه شيئا إلا وحاول جاهدا أن يأتي به لإدخال السرور إلي قلبي هو كان يجبر خاطر قلبي أسأل الله لك كل خير يا أبي.

*لي صديقة لها من قوة الشخصية والعلم ما يجعلها اشبه بجبل شامخ كما يقول المثل الشعبي الدارك”يا جبل ما يهزك ريح”…كانت تحكي معي وقد اوشكت علي البكاء،وظننت انه حدث جلل، وسألتها عن ما الم بها، فأجأتني: لم اتلق تهنئة عيد ميلادي من بعض الأصدقاء،من جانبي استهنت بالأمر، وتركتها لأكمل عملي، وإذا بها تأتي لي في منتصف اليوم متهللة مستبشرة يكسو الفرح وجهها وهي تروي لي انها تسرعت في الحكم علي أصدقائها،وأنهم ارسلوا لها برقيات تهنئة مزينة بكلمات الحب والأمنيات الجميلة،علمت حينئذ أن الكلمة الجميلة في وقتها ايضاَ “جبر خواطر”.

*كانت تمسك بيدها حقيبة بلاستيكية كبيرة،وأشارت لعامل النظافة في الشارع الذي تسير فيه،فأقبل إليها ليأخذ الحقيبة ويضع ما بها في صندوق القمامة،ولكنها ابتسمت في وجهه وأشارت اليه ان ينتظر ،وأخرجت من الحقيبة كيس أنيق نظيف يحتوي على وجبة دسمة وبعض الفاكهة ،وقالت له هذا إفطارك ،رأيت وجه العامل فرحا راضياَ….علمت ايضاَ ان الطعام يكمن فيه “جبر خواطر”

*اعلم جيدا ان جبر الخواطر ما هو إلا إدخال السرور والسعادة،علي قلب كل محتاج حتي وان لم يبوح بها،ربما كانت الحاجة كلمة طيبة أو زيارة مريض أو جمع شمل وإصلاح أو معلومة في نطاق العلم أو مساعدة مادية،او معنوية.
*مع نسمات الفجر وانا اكتب مقالي هذا ،أبعث برسالة حب ممتلئة بأجمل الأمنيات بالسعادة والحب والدعاء إلي الله أن يجبر بخاطركم بما يليق بسعادة قلوبكم،لكل من جبر خاطري يوما بهدف إدخال السرور علي قلبي، سلاما علي من رحلوا وبقيت آثارهم متعلقة في ذاكرة قلوبنا،وسلاما يأمن مازالتوا تنيروا لنا الطريق في هذة الحياة بمصابيح قلوبكم المضئية
النقية.
*لا تتعجب ان أعطاك الله من اسباب السعادة مالم تتوقع،فربما جبرت خاطر أحدهم يوما وانت لا تدري.

حنان فتح الباب تكتب: جبر…خواطر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى