ادب ثقافة

إطلاله من على الكرسى الأخير ….رؤية : رؤوف قنش

طلاله من على الكرسى الأخير ....رؤية : رؤوف قنش

                               

قلت سابقا اننى عندما استقل اتوبيس النقل العام افضل ان اجلس على الكرسى الأخير واعتبره منصه وأشاهد من خلالها كل الأحداث وفى لحظه من اللحظات تمنيت ان اكون بديلا لمحصل( كمسرى ) الاتوبيس واقوم انا بوظيفة التحصيل مكانه لم احدد المده التى سأرتدى فيها ثوب المحصل واضع فى يدى التذاكر هل هى يوم اسبوع شهر سنه تحديدا لا اعرف ليس المهم الفتره الزمنيه التى سأقضيها فى هذه المهنه بقدر ماهو اهم فيما يحدث بين هذا الرجل وبين كافة الركاب جمهور غير متجانس ومن كل الأطياف والأعمار ومن يراه اليوم قد لا يراه الا بعد مرور عشر سنوات مثلا فهناك متعه حتى لو كانت وقتيه كل الناس تفتش فى جيوبها ويتسابقون بمد أيديهم نحو هذا الرجل لكى يعطونه قيمه تذكره الركوب جالسا أم واقفا لن تفرق ليس المهم نوع الركوب ولكن الأهم فى كل الأوضاع ستدفع قيمة التذكره الكل تجده يتسابق من أجل تسديد القيمه المقرره كل الأيادى ممدوده نحو المحصل ويد واحده تأخذ يا إلهى يالها من سعاده ومتعه الفلوس تملأ جيبه ويده وقد تمنى ولو لحظه واحده ويحدث نفسه لو كانت هذه الأوراق والمعدن حصيله تجلب السعاده على شخصى واولادى مثلما تمنيت ان اكون مكانه واشعر بهذا الشعور المزيف ولكن برغم هذه الأموال وتدافعها بين لحظه وأخرى أجده مهموما وقد تكلمت لغة الجسد بالنيابه عنه شارحه وضعه التسريحة تاره تجده يضع يده على رأسه وكأنما هجم عليه فجأه ( الصداع ) وتاره تجده ساهما يطيل النظر لا لشيئ ولكن تشعر أن هذه النظره للمجهول وتاره تجده يدعى على نفسه ويناجى ربه ويطلب الموت والخلاص من هذه الدنيا ومن عليها حتى يرتاح (من كتر الفلوس ) وبيفكر هيصرفها فين ( طبعا انا بهزر ) وتاره القليل منهم ماتجده يبتسم وكأنه وضع شريط من البلاستر على فمه لايتكلم لا يبتسم كل هذه المتغيرات طبيعيه لأن الفلوس فى جيبه امانه ولن يذهب بها إلى بيته ولن يفكر لحظه فيما ينفقها كل هذه العوامل أدت أن لا يتحدث إلى أحد صامتا لايضحك لايبتسم صداع فى رأسه مستمر حتى مع زميله السائق تجده لايتحدث إليه إلا قليلا وكأن بينهم خصام بعدما شرحت لكم ملابسات الموقف وكيف أن الرجل الكل يتمنى رضاه ويغدقون عليه بالأموال وبعدما رأيت حاله هكذا ( صامتا واضعا يده على رأسه يفكر وداعيا على نفسه يريد الخلاص ) تمنيت الا اكون مكانه ولا أرحب أن اكون مثل هذا المحصل لا الفلوس خاصه بيه ولن تحقق له المتعه فقط سيحاسب عليها وهى امانه لديه لحين التوريد فقط هو مجرد خزينه متحركه لا يملك حتى ميزه أن يحمل المفاتيح لفتحها وغلقها ولو فقد بعض من هذه الأموال لوجب دفعها من جيبه الخاص ومن قوت أولاده وذهب للتحقيق وتعرض للجزاء ( انا بقول ) خلينى فى مكانى افضل بعيد عن أموال الحكومه ومشاكلها وربنا يعين المحصلين على حالهم وحال أولادهم ولن العب دور هذا الرجل ولا حتى البديل انا منسحب .

اخبار كوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى