مقالات وتحقيقات

سهي سيدتكتب:صاحب….مصلحته

سهي سيد تكتب:صاحب مصلحته

اخبار كوم

صاحب مصلحته

مقولة تتردد كثيرا ما أن يتعلق الأمر بالصداقة وما يترتب
عليها من آثار إيجابية او سلبية علي اطرافها الا وهي
(الصاحب ساحب) وهي مقولة صادقة بالفعل لان الصاحب
إما ان يسحبك لأعلي وإما ان يسحبك للقاع ويدفع بك الي
الهاويه ،وما بين صاحب صاحبه وصاحب مصلحته هكذا هم
الاصدقاء كثيرون ثم قليلون فقليلون حتي لا يتبقي معك إلا
من كان اصدقهم واكثرهم وفاءا واخلاصا لك منذ البدايه .

مما لا شك فيه ان اغلبنا إن لم يك جميعنا قد التقينا علي مدار حياتنا بكلا من الصاحبين ، وعن (صاحب مصلحته)
يدور حديثنا اليوم ، ولكن يجب ان نوضح بداية ان صاحب مصلحته هو شخص لا يستحق ان نطلق عليه صفة (صديق) إذ أن هذه الصفه لا يرقي إليها او يحظي بها إلا من كان هو اهل لها وجدير بها وهو ابعد ما يكون عنها وليس من العدل ولا الحكمه ان نضعه في كفة واحده مع صاحب صاحبه.

فدعونا نتعرف معا علي من هو(صاحب مصلحته)؟إنه صياد ماهر ينتقي طريدته مسبقا وليس عن طريق الصدفه فهو
لا يدع مجالا للصدف بل يسعي لهدفه بكل مكر ودهاء لذا ستجده يقتحم عالمك بدون دعوة منك وبلا سابق معرفة
لك به وربما تكون معرفتك به سطحيه،ولكنه يعلم مسبقا
ان مصلحته لديك وحدك، وعندها سيتحايل علي الظروف ويتحين كل الفرص للتقرب منك والتودد اليك بكل الطرق.

ومن ثم يبدأ في نسج خيوطه حولك كالعنكبوت ومع ان خيوط العنكبوت هي أوهي وأضعف الخيوط كضعف نفوس
اصحابها إلا انه ينسجها ببراعة فائقة ودقة محكمة تجعلك تنجذب نحوه كفراشة تنجذب نحو الضوء دون ان تدري انها تودي بنفسها الي التهلكه. وما يكاد ذلك الآفاق يشعر
بنجاح مخططه في كسب ثقتك به إلا ويبدا في التلون كالحرباء وفقا لما يضمره في نفسه تجاهك سعيا لمصلحته.

وما هي إلا فترة وجيزه إلا ويصبح ذلك المحتال اقرب ما
يكون اليك يصاحبك كظلك مرتديا قناعا جديدا كل يوم
فتارة هو سائقك وأخري حارسك وثالثة طاهيك ولا مانع
لديه ان يكون خادمك طالما كل ذلك سيمكنه من تنفيذ مآربه
منك. وفي طريقه لذلك قد تساعده الظروف فيلم بك مصاب فتجده يهرع اليك ليتصدر الصفوف فيصبح في نظرك فارس مغوار مدعيا الشهامة والمروءة والحقيقة عكس هذا تماما.

ولكنه لا يتوقف عند هذا الحد بل يحاول بكل الطرق ان يستآثر بك لنفسه فقط ولا يدع مجالا للأخرين للتقرب
منك فيبدأ ببث سمومه في آذانيك محاولة منه أن يثير شكوكك في حقيقة نواياهم تجاهك مدعيا انهم يستغلون طيبتك وبراءتك في تحقيق مصالحهم فقط ولكنه معك لن يسمح لأحدهم ان يتخذ منك سلما يصعد عليه لتحقيق طموحاته وهو في حقيقة الامر يتحدث معك واصفا نفسه.

ولكنك بت مغيبا عن الوعي فقد اعماك عن كل من حولك
متخذا امكانهم جميعا بعالمك فإكتفيت به واستغنيت معه
عن معظم اصدقائك القدامي وبت تبتعد عنهم يوما بعد يوم
وما ان يحاول احدهم ان ينبهك لما يدور حولك او يحذرك
من هذا الآفاق إلا وتصم آذانك وتغمض عينيك عن حقيقة ما يقول الاخرون عنه، وفي هذه اللحظه يوقن صاحب المصلحه انه بات قاب قوسين او آدني من تحقيق نيته المبيته مسبقا.

نعم فقد بات المناخ مناسبا لحصاد ما غرسه في قلبك ونفسك تجاه الجميع واصبح المجال خاليا له ليضرب ضربته
ويحكم قبضته عليك ويبدا بإستنزافك بكل الحيل بالتمارض
مرة وبالتعسر ماديا مرة اخري وبمشاركته في مشروع وربما بالادعاء انه سيتنازل لك عن بعض مايملكه علي ان تقف معه
ولكن هيهات ان تقبل انت بذلك وهل يعقل ان يساورك فيه
اي شك فتبادر ان تثبت له حسن نواياك وثقتك العمياء به.

وما ان يحقق مقصده منك إلا ويصبح في عداد المفقودين
،حجج واهيه، هواتف مغلقه، لا رسائل ولا تواصل ولا سؤال
وتبدا تشعر بالوحشة والوحدة بدونه فتبادر بالبحث عنه وما ان تعتب عليه افتقادك له، إلا و يفصح لك عن وجهه الحقيقي وتسقط عنه الاقنعة الزائفة لأول مرة وإذا به يتبع اسلوب الهجوم خير وسيله للدفاع مؤنبا لك تقصيرك في حقه وتكبرك عليه لذلك فكرامته تآبي ان يبقي علي علاقته بك.

الي هنا يسدل الستار علي كلمة النهايه بقرارا منه كما كانت
البداية بإختيار منه ،وللمرة الأولي تجلس مع نفسك تستعيد
ذكرياتك معه وكأنك تشاهد فيلم لأول مره وإذا بك تقف امام
نفسك مشدوها مصدوما بما اكتشفته مؤخرا وإنك لم تك سوي دمية في يديه يحركها كيفما يشاء ووقتما يشاء وما إن اديت مهمتك فإنه يشكرك لحسن تعاونك بشدة غبائك وفرط سذاجتك وإفتقاد حكمتك ،قد قضيت مصلحتي من جارتي !!!

تري كم منا اختبر هذه النهايه في علاقته بصاحب مصلحته؟
وكم منا اعتبر من هذا الصاحب وتوخي الحرص والحذر في
اختيار من يدخل عالمه ويحتل مكانا فيه؟ تري من منا استوعب ذلك الدرس القاسي جيدا؟ واستطاع ان يعيد الي دائرته الاصدقاء الاوفياء معتذرا منهم عدم إمتثاله لنصحهم
والعمل برأيهم ؟ في تجنب من يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب انه (صاحب مصلحته) .

اخبار كوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى