مقالات وتحقيقات
سهي سيد تكتب:صاحب صاحبة

اليوم الثامن
صاحب صاحبه
كما تطرقنا بالأمس في الحديث عن (صاحب مصلحته ) . وآشرنا إلي مثالبه، وأمطنا اللثام عن وجهه الحقيقي لذاتوجب علينا اليوم ان نفسح المجال للحديث عن الوجه الآخر او الصديق الحقيقي ألا وهو ( صاحب صاحبه ) وهو الأجدر منا بالحديث عنه والإشادة به والوقوف علي مناقبه ،وإبراز مكارمه إذ ان الشئ لا يكتمل إلا بنقيضه.
اليوم الثامن
وكما هي الحياة من حولنا سلسلة من التناقضات في كلشئ ،هكذا هي علاقات البشر بعضهم بالاخر، منها ما يدعوإلي التفاؤل والأمل ومنها ما يثير في النفس اليأس والندم ومن بين هذه العلاقات (الصداقة) وهي العلاقة التي يفتقراليها كلا منا، فلا يوجد بيننا من لا صديق له حتي وإن لم يجد ضالته بين البشر ناشدها في طير او حيوان او شجر.
وهنا استحضرني ذلك المشهدالسينمائي للفنان القدير عادل إمام وزميله سعيد صالح في لقطه تعد افضل واقوي تجسيدلمعني (صاحب صاحبه) ذلك الشخص الذي يدفع بنفسه في خضم معركة لا ناقة له فيها ولا جمل من اجل انقاذ حياةرجللا سابق معرفة له به،ولكن آبت مروءته ان يتخلي عنه في ظل هذا الموقف دون ان يتسائل إن كان علي حق ام باطل!وينتهي المشهد بتساؤل من سعيد صالح لعادل إمام اليس لك صاحب؟ فيبادره عادل إمام إجابة وإن دلت علي شئ فهيتدل علي عدم الثقة بكل من يحيط به ونكرانا واضح لكل ما يدعي بالصداقه فيجيبه (صاحبي دراعي وعمي قرشي) وربما يكون هذا ما كان ما يؤمن به مرزوق قبل ان يلتق يسلامه واقصد شخصيتي عادل إمام وسعيد صالح بالفيلم ولكن كما اتضح لنا بعد ذلك أن موقف سلامه من مرزوق جعله يعيد النظر في هذه العلاقه التي لم يعهدها من قبل
بذلك الأنطباع الذي خلفه سلامه في ذهن مرزوق ، كاد ان يضحي بحياته دون ان يعرفني ! فكيف لو وثقت به واخلصت له؟ وكما شاهدنا جميعا احداث الفيلم للنهايه وكيف ضحي سلامه بحياته ليفتدي حياة صاحبه !
وما إن استفقت من شرودي بأحداث الفيلم إلاوتسائلت بيني وبين نفسي تري كم منا من لا يؤمن حقا بأن هناك صداقةحقيقة؟؟ وعلي اي اساس كانت قناعته انه ليس هناك منيستحق ان يخلع عليه لقب صديق وانه وان اراد الصداقةفلا اقل من أن يصادق نفسه فهو علي يقين انها لن تخذله يوما كما يمكن ان يفعل الاخرون معه وهو ما يخشي منه! ! فربما هناك من يعتقد انه لا وجود لعلاقة الصداقة ،ولكنه لا ينكر اهميتها في قرارة نفسه وإنما يري انها يجب ان تقتصر علي اقرب المقربين اليه إعتقادا منه ان في هذاحماية ووقاية له من غدر شخص غريب عنه وثق به وأئتمنه علي نفسه واهله وإذ به أول من يطعنه في ظهره ويحنث بوعده ويغدربعهده ويفجر بخصامه، وحتما ما نقصده هوصاحب مصلحته وعلي النقيض مما يوصم به صاحب مصلحته نري ما يتسمبه (صاحب صاحبه) ذلك الصديق الذي يؤثرك علي نفسه لا يسمع فيك كلمة باطل يرد غيبتك يحفظ سرك ويفي لك ما ان يعدك يؤدي اليك أمانتك ماإن آئتمنته، يبادر بنجدتك ويمدلك يد العون ما ان يشعر بحاجتك اليه يغفر لك زلاتك ويغض النظر عن هفواتك،و يشدد آزرك ما إن كنت ظالما اوامظلوما .هكذا هو (صاحب صاحبه) والذي قد نربأ به ان نضعه في قائمة اصدقاء قد تشمل الطيب والردئ ولكننا ننئ به عنهذا الموضع فنراه جزء هام منا لا نكتمل بدونه مثل الجسدالواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الاعضاء بالسهروالحمي،
وماذا ينشد كلا من من صاحبه؟ سوي ذلك الشعوربالإنتماء والإخاء والوفاء مثله مثل اخ او أب او ابن لنا ومنا.فإذا مااجتمعت هذه الشمائل الكريمة والخصال الحميدة فيشخصا ما إلا وآثرنا ان نعده فرد منا، له ما لنا وعليه ما علينالذا تخير لنفسك من تصطفيه ولا تدنين إليك اللئاما، فليس الصديق صديق الرخاءولكن إذا قعد الدهر قاما،تنام وهمته في الذي يهمك لا يستلذ المناما، !!! (للشاعر طه قطناني المعروف بابو ياسين) هو يصف بكلماته ( صاحب صاحبه) ..
اخبار كوم