مقالات وتحقيقات

حب التملك…

بقلم:سهي سيد

حب التملك

كنا قد تحدثنا من قبل عن الغيرة واسبابها ونشأتهاوآثارها السلبية علي العلاقات الإنسانية وخاصة الزوجية ، واليوم سنكمل حديثنا عن (حب التملك) ولنعرف اولا ماذا يعني
حب التملك : يعبر هذا المفهوم بشكل عام عن المحاولة
المفرطة في فرض السيطرة والإمتلاك بالإضافة إلي النزعه
الغير طبيعية للتحكم في شئون الاخرين وإدارة حياتهم و
ينشأ هذا التصرف نتيجة لقيود ثقافية مجتمعية وتفضيل الذكر عن الانثي، ويرتبط هذا السلوك بالشخصيات المتعسفة.

وبالبحث عن اسباب هذا الشعور الذي يصيب اقرب المقربين منا نجد انفسنا في حيرة بالغة هل حب التملك هو عاطفة جياشة ؟؟ ام إنه انانية مزعجة؟؟ وما إن كان في حقيقته مرض نفسي ام لا؟ وهل هذا الشعور هو نفسه ما يقصد به الغيرة ام يختلف عنها كثيرا؟ فيري البعض ان حب الإمتلاك
هو في الحقيقة غيرة علي ما يحب ومن يحب وانه هو الاخر شعورا غريزيا للمحافظه علي مايملك من اشخاص واشياء و يتفاوت هذا الشعور ايضا مابين فردا واخر ورجلا وإمراة .

ولكن البعض الاخر يبدي إعتراضه ان حب التملك والغيرة
ليسا وجهان لصفة واحدة. موضحا ان الغيرة غريزة فطريه تتملكنا جميعا علي السواء ، بينما حب التملك يعد شعور مكتسب إذ ان هناك عوامل اخري تؤدي اليه مثل ثقافة
المجتمع والبيئة التي ينشأ بها الفرد ،وهو نوعان الاول :
منهم يتمثل في التعلق بالاشياء المادية مثل المال والبيت
وغيره،والثاني وهو الاخطر بينهما وهو التعلق بالأشخاص
المحيطين به ومحاولتة التحكم في كل ما يتعلق بحياتهم .

ولتأكيد الفارق بين حب التملك والغيرة سنجد ان الغيرة
تعد احد علاماته وتبدو جلية في تدخل الرجل في ادق تفاصيل حياة المراة الخاصة بشكل مبالغ فيه كمحادثاتها الهاتفيه مع صديقاتها وافراد اسرتها والتحري عن اسبابها وقضاء وقتها معهم وماذا تفعل ،الوان ملابسها ومكياجيها
بالإضافة الي الإتهامات والشك بامور ليس لها اساس من
الصحه كالخيانه وسوء السلوك وإملاء اوامره عليها وغضبه
منها لعدم طاعتها له ورفضه تقبل اي نقد له او شكوي منه.

و هنا تندلع الشرارة الاولي لحب التملك وتوشك علي تدمير
اقوي الروابط الإنسانية لرفض المتملك اي إنتقاد له وينبع هذا من عدم وجود ثقته الكافيه بنفسه اولا ومن ثم ثقته بالاخرين ،ومن أعراضه ايضا محاصرة الطرف الاخر بكثرة
الإتصالات والرسائل عما يفعل ومن يصحب ومتي يعود؟ و
إظهار إهتمام مبالغ فيه بالأخر والتركيز علي صفاته السلبيه
او الايجابية فقط وعدم التركيز والرغبه الملحة في التحكم
بالاخر و فرض مراقبة دقيقه لتصرفاته وتصيد الاخطاء له.

وبالرغم من إختلاف مراحل حب التملك إلا ان هناك بعض المؤشرات التي تؤكد علي خطورته ما إن توفرت في احد
الطرفين، بغض النظر ما إن كانت الحياة بينهما تسير بشكل جيد ام لا،مثل عدم الإحترام والعصبيه الزائده والتهديد و
التحكم به نفسيا وماديا والضغط عليه وإستغلال نقاط
ضعفه ،وهنا يتوجب علينا معرفة التعامل مع هذا الخطر
الذي يهدد حياتنا وذلك بتجنب الشك لانه يقتل صاحبه
اولا والإعتدال في مشاعرنا وسلوكنا وثقتنا بانفسنا اولا.

وطرد الهواجس النفسيه التي تفسد اقوي العلاقات التي تربطنا بمن نحب والتخلص من نوازع التملك التي تسلبنا
المتعة بما نملكه والإعتراف لإنفسنا اننا جميعا بشر نخطئ
ونصيب وعدم الإصرار علي العناد والمكابرة بإن مانقوم به
هو بدافع الحب والخوف علي من نحب وسعينا التمسك به
والحفاظ عليه ،وسواء فسر البعض حب التملك بانه الغيرة
او يختلف عنها فالجميع يؤكد علي الإعتدال في المشاعر
لإن اي شئ و إن ذاد عن حده حتما سينقلب الي ضده. !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى