مقالات وتحقيقات

رؤوف قنش يكتب: معقول…… فيه كده

اليوم الثامن

مما لا شك فيه أننا لا نعيش فى المدينة الفاضله وليس كل شيئ سهل ويسير وعندما تجد لبن العصفور تجده بين يديك فلاهذا ولاذاك ولاتلك موجود لعدة إعتبارات أهمها ويأتى فى الصدارة الظروف الإقتصاديه القاسيه التى نعيشها وغلاء الأسعار الذى أصاب كل بيت فى مقتل لدرجة أن معاملة البشر بعضهم البعض قد تغيرت وأصبحت المصلحه هى كلمة السر وكل من لديه سلعه أصبح الحاكم بأمره قاسيا متجبرا مرتديا جلباب الفتوه ويريد القضاء على من حوله ليظل متصدرا المشهد ضاربا الإنسانية عرض الحائط ، ومن ثم تجاهل كلمات الشفقة والرحمة التى أصبحت فى طى النسيان ولامكان لهذه المصطلحات الأن لست مفتيا ولا داعيا إسلاميا حتى أحلل وأحرم ليس هذا دورى المنوط به فقط اقول هذا خطأ وهذا صواب وعليك أن تقبل وان ترفض هذا شأنك اكتب واتحدث من موقع المواطن الذى يبحث عن الإنسانية مثلما تبحثون أنتم ايضا .

بينما كنت اتجول فى شوارع الجيزه كان يقف على الجانب الأيمن من الشارع تاكسى وقد لصق على زجاجه الخلفى ورقه كبيره أيقنت من على مسافة أن المكتوب عليها كالعاده سياره للبيع ورقم الهاتف او عبارة ( ياناس ياشر كفايه قر ) كما هى العاده ، اخذنى الفضول أن اقترب اكثر من هذا التاكسى لأستبين عن كثب المكتوب على هذه الورقه وصعقت عندما قرأت كيف لمالك التاكسى أن يكتب هذه الجمله ؟ فلسنا فى المدينه الفاضله التى أشرت إليها فى المقدمه ولانسكن هذه المدينة ولن نسكنها وبدى لى أننى أعيش فى بلد آخر يسكن ارضها أناس آخرين قلت فى نفسى عندما قرأت العباره أن مالك هذا التاكسى من الأثرياء ولا يبغى الربح من وراؤه أو أنه لايهتم بالحياة الدنيا ويبغى الأخره ومقابلة وجه رب كريم الله اعلم ( بالمجان توصيل المرضى وذوى الإحتياجات الخاصه ) وسطر تحتها رقم الهاتف تخيلوا تاكسى مكتوب عليه هذه العباره وفى الظروف الصعبه التى نعيشها يبدوا أننى فى المدينه الفاضله ولا اشعر لااستطيع ان أخفى إعجابى لمالك التاكسى وتمنيت لو أقابله واستعلم بنفسى عن قرب وماكتبه طواعية على هذه الورقه التى أثارت فضولى ووقفت أمامها طويلا ، لو كانت هذه العباره كتبت على سياره ملاكى ماتملكتنى الدهشه وقلت ( عادى مش محتاج ) أما وان كتبت على سياره تاكسى ( باب رزق ) أفواه مفتوحه وبطون جائعه

من بين الصعاب هناك طاقة امل ونور وشمعه تضيئ طريق مظلم فى ليله حالكة السواد وتولد الرحمه بين العباد لا احد سيدعى على نفسه المرض أو يتصنع أنه من ذوى الإحتياجات الخاصه حتى يستقل أو يستغل هذا التاكسى هذا النموذج المحترم كان بمثابة المفاجأة لم اعهدها فى مجتمعنا وخاصه هذه اليافطه التى وضعت على التاكسى لدينا أشياء كثيره محترمه تحتاج فقط التوجيه السليم نحتاج أن نشعر بالأخر بآلامه اطراحه وافراحه نكون معا على كل الأصعدة ونقتدى بالرسول ( ص ) حيث قال الله فى عون العبد مادام العبد في عون أخيه ، اين نحن من هذه التعاليم نحتاج للكثير حتى نصل إليها ونطبقها على أرض الواقع ونعلمها لأولادنا وتتوارثها الأجيال عندها فقط اقول أننا نعيش فى المدينه الفاضله .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى