شاهدت لك… يوسف الصديق .. عمل فنى رائع جدا “٢”

كتب: رؤوف قنش
وتحققت نبوءة سيدنا يوسف عليه السلام وعلق ( ابوبيس ) طاهى الملك بعدما قيد بالحبال فى منتصف الساحة على صليب لتأكل الطير من رأسه جراء ما إجترف بعدما سولت له نفسه قتل الملك بوضع السم فى الطعام بتوصية من الكاهن الأعظم اليخماهو كاهن معبد آمون ، وفى نفس التوقيت وإنعقاد جلسة المحاكمة التى عقدها أمنحوتب الثالث تم تبرئة ساقى الملك ( بيلا روس ) بعدما حيكت ضده مكيدة بأنه قام بوضع السم فى شراب الملك وهذا لم يحدث ولكنها المكيدة وفى خضم فرحة بيلا روس وخروجه من السجن نسي أن يذكر يوسف عليه السلام عند ربه ( الملك ) فأنساه الشيطان ذكره وندم يوسف على ذلك كيف له أن يلجأ لإنسان مثله ولم يلجأ لربه وخالقه ومكث بعدها بضع سنين يصارع الظلمات ووابل العذاب لذنب لم يجترفه ولكنها الحكمة الإلهية والدروس المستفادة للصبر على البلاء .
كان أمنحوتب الثالث يعانى من إصابة داخلية فى رأسه ويبدوا أنه مرض ( السرطان ) هذه الأيام وشلت قدرته وأصبح غير قادر بقيادة زمام الحكم ومن ثم فقد السيطرة وكانت المسافة بعيدة بينه وبين زوجته الملكة ( تى ) لقربها من معبد آمون وتمسكها الكبير بديانته وهو ما كان يرفضه الملك أمنحوتب ودعاه بأن يقدم لإبنه وصية ويهمس فى أذنه قبل أن يموت ويذهب إلى العالم الأخر قال لإبنه عندما تأتينى الوفاة لاتضع تمثال آمون فى مقبرتى متعديا عادات وتقاليد أسلافه من الملوك ، مات أمنحوتب الثالث وتم تنصيب إبنه ( أمنحوتب الرابع ) ملكا على مصر والذى كان كارها للمعبد وكهنة آمون وآمون ذاته ومنتقدا إنتماء امه الملكة تى للمعبد وتزوج من الملكة ( نفرتيتى ) جميلة الجميلات كانت تجلس بجواره على العرش وهى له ناصح امين ، وفى ذات ليلة وبينما أمنحوتب الرابع نائما إذا به يرى فى المنام رؤيا ويقولون سابقا أن رؤيا الملك لاتخيب وأنها تكون صادقة وبنسبة كبيرة رأى الملك فى المنام ( إنى أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ) وعلى الفور إستدعى معبرون المعبد وتلا عليهم رؤيته وما رأه لعله يجد عندهم تفسيرا مقنعا بما رأى ولكن بعد محاولات فاشلة لم يصلوا لتفسير لرؤيا الملك وغضب لذلك غضبا شديدا وصب جام غضبه عليهم وعلى كهنة المعبد وإحتار أمره وكاد أن يجن ، كان يقف خلفه ساقى الملك بيلا روس الذى تنبأ له يوسف عليه السلام بأنه سيكون حرا ويعود من جديد ساقيا للملك وعندها تذكر بيلا روس أن يوسف عليه السلام هو الوحيد القادر على تفسير رؤيا الملك دون غيره وعرض ذلك على الملكة نفرتيتى كما رأيت فى سياق المسلسل ، وما أن هب قاصدا تجاه الملك ليعرض عليه مفسرا عظيما إلا ووقع الملك على الأرض يتلوى وقد أصابه الصرع وتأجل الإفراج على سيدنا يوسف عليه السلام وهذه حكمة لا يعلمها الا خالق يوسف والأجمعين ، وبعد فترة من الزمن عاد الملك من جديد تراوده نفس الرؤيا كما رأها فى المرة الأولى ، وإستدعى المعبرون من جديد ولكنهم فشلوا مثلما سجلوا فشلهم فى المرة الأولى وقالوا أضغاث أحلام ، وتملكت الشجاعة من بيلا روس وقال يا أيها الملك عندى من هو قادر على تفسير رؤياك وهو بذلك عليم وذهب بيلا روس قاصدا السجن وإلتقى سيدنا يوسف عليه السلام وتلا على مسامعه رؤيا الملك وطلب منه أن يفتيه لعله يرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ، وكان رد يوسف الصديق على الرؤيا أنه قال ( تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم ثم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون ، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ماقدمتم لهن إلا قليلا مما تحصدون ، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) وما كان من بيلا روس إلا أن يذهب مسرعا إلى الملك حاملا تفسير الرؤيا التى حيرت الملك وعجز المعبرون والسحرة على تفسيرها وعرض عليه تفسير رؤيته وتعجب لذلك وأعجب بهذا السجين وبعلمه الجم والوفير وعرض عليه من خلال الرسول الذى أرسل إليه أن يخرج من السجن ولكنه رفض حتى تتحقق براءته وقال لرسول الملك ( إرجع إلى ربك فسئله مابال النسوة الاتى قطعن أيديهن إن ربى بكيدهن عظيم ) وتعجب الملك بما حيك له وماجرى ليوسف من نساء مصر وكيف دخل السجن ولقى ويلاته وظلماته ؟
ما كان من أمنحوتب الرابع إلا أن يحقق فى الواقعة مسار القضية وإستدعى زليخة وقريناتها من الحسناوات حسناوات ( طيبة ) الاتى فتن بجمال يوسف الأخاذ ووضع الملك عزيز مصر ( بوتيفار ) فى موقف لا يحسد عليه كونه زوج زليخة وحكى بنفسه ما حدث وأصابه إعياء شديد كان سببا فى موته فيما بعد كما رأيت فى المسلسل وإعترفن جميلات طيبة بما كيد ليوسف وقالوا ( ما علمنا عليه من سوء قالت إمرأة العزيز الأن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ) وما كان من الملك إلا أن أشار بدخولهم السجن جميعا تتقدمهم زليخة إمرأة عزيز مصر وبعد ذلك أمر بأن يأتوه بيوسف ليرى النور من بعد ظلمة ويستخلصه لنفسه ويكون من اليوم عند الملك مكين أمين ، كيف كان لقاء الملك بيوسف عليه السلام ؟ وماهو المنصب الذى طلبه يوسف عليه السلام من الملك ؟ وكيف إستغله ؟ وكيف أصبحت مصر فى عهد الملك الجديد ؟ وكيف تعامل سيدنا يوسف عليه السلام مع سنين الوفرة وسنين العجاف ؟ كل هذه الأسئلة سنعرف الإجابة عنها فى المقال القادم بحول الله وبما جاءت التفاصيل من خلال مسلسل يوسف الصديق