ادب ثقافة

شاهدت لك: يوسف الصديق .. عمل درامى ثرى جدا “٣”

يوسف الصديق .. عمل درامى ثرى جدا ٣

كتب:رؤوف قنش

مازال الحديث ممتد حول مسلسل يوسف الصديق وإلقاء الضوء على بعض الشخصيات المهمة التى عاصرت يوسف عليه السلام تأثر الجميع بشخصيته وخاصة مرحلة بعد خروجه من السجن وإطلالة سريعة عن معاملة السجناء ليوسف عليه السلام ومعاملتهم معه وكيف اثر فيهم واثروا فيه ، كانت معاملته طيبة وحسنة وعامل السجناء ( الخطرين ) بمنتهى الحكمة والتروى حتى هداهم جميعا إلى عبادة التوحيد ( الإله الواحد ) وإثناؤهم تماما على عبادة آمون وكهنة معبده ونجح فى ذلك وأصبح جميع السجناء يعلنون الإنتماء ليوسف عليه السلام وربه وأصبحت كلمات يوسف نبراسا وطريقا لهدايتهم وإنتشالهم من طريق الرزيلة والشقاء إلى طريق الهداية والحق وسيكون لهم دور بارز فى حياة يوسف عليه السلام عندما يتم الإفراج عنهم جميعا ( إفراج جماعى ) ولكن كيف يتم الإفراج عنهم وهم أناس خطرين فى المجتمع ؟ وخروجهم بالتالى سيشكل خطر كبير وداهم ، هذا ما سنعرفه بعد قليل وتكشف عنه السطور القادمة .

أصدر أمنحوتب الرابع ملك مصر فرمان يقضى بخروج يوسف من السجن بعدما قام بتفسير رؤيته التى رأها وفشل المعبرون عن تفسيرها وأيضا بعدما تكشفت له حقيقة دخوله السجن ومكث فيه بضع سنين وأيقن الملك وأحس بالظلم الواقع على يوسف عليه السلام ، قام الملك بارسال رسول من عنده ومعه ساقى الملك بيلا روس ومعهم أربعة من الرجال أشداء سود الملمح يحملون على أعتاقهم ( المحمل ) وخرج يوسف عليه السلام من السجن بعدما ودع جميع السجناء ورجال الحرس ورفض يوسف عليه السلام أن يستقل المحمل وأن يجلس على ( أكتاف العبيد ) وقال كيف لى أن أجلس على أكتاف الرجال وما خلقوا لذلك وإستقل عربة يجرها حصان ودخل قصر الملك فى عز وفخار لكونه أنه تم إثبات برائته من التهمة التى حيكت ضده وأودعته فى السجن بضع سنين ظلما ولكنها حكمة رب يوسف ورب الناس أجمعين ، وتم تهيئة يوسف كى يقابل ملك مصر وكان موجود فى هذه اللقطة كما رأيتها فى المسلسل علية القوم وكهنة المعبد والمعبرون حتى تحدث المواجهة بين يوسف عليه السلام والمعبرون وتفسير رؤيا الملك وسجل المعبرين فشلهم ودخل يوسف عليه السلام على الملك جميل الشكل بهى الثياب وواثق الخطى كما رأيت ذلك فى المسلسل وإستقبله الملك إستقبال الفاتحين وبرأه أيضا أمام الحاضرين أجمعين من المكيدة التى حيكت ضده وفسر يوسف رؤيا الملك أمام كل الحضور حتى إعترف المعبرون أنفسهم أنه التفسير الأنسب لرؤيا الملك وأشاروا بإعجابهم بتفسير الشاب يوزرسيف وإنصرف الجميع بعدما أعطاهم يوزرسيف والملك درسا قاسيا وكاد الملك أن يزج بهم فى السجن جراء كذبهم وخرفهم ، وجلس يوسف عليه السلام بجوار الملك وقال له تمنى ماذا تريد وأنعم عليه بأن يكون عزيز مصر بديلا لعزيز مصر السابق بوتيفار الذى إشتراه من مصر عندما كان غلام وتحدث يوسف عليه السلام إلى الملك قائلا ( إحعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم ) وكان له ما أراد وبعدما تمكن يوسف من منصبه وأصبح له رأى وحكمة وشأن عظيم قال للملك لى طلبان يا أيها الملك أما الأول أن تخرج نساء طيبة من السجن لقد سامحتهم رغم إيذائهم لى ، والثانى أن يخرج كل سجناء سجن زاويرا ويعودون للحياة من جديد وأعدك بتوبتهم ويستفيد منهم المجتمع وكان الملك متحفظا على هذا الطلب ولكنه رضخ فى النهاية لكلام ونصائح ومبررات يوسف عليه السلام وإلتقاهم بعد خروجهم من السجن وأصبحوا أناس أخرين وليسوا لباس التقوى والإمتثال ليوسف عليه السلام وربه ، وبدأت سنين الوفرة السبع تهب ريحها على مصر وبدأت دعوة يوسف لأصحاب الأملاك والأراضي أن يزرعوا ( الحنطة ) وهى ( الغلة ) بمسمى اليوم وأخذها منهم مقابل المال وعدم دفع الجزية لسنوات وبدأ يوسف عليه السلام ومعاونيه ومنهم السجناء الذين أصبحوا صالحين ومنتجين فى بناء أماكن لحفظ الحنطة حتى لا يصيبها التلف وتخزينها بطريقة سليمة حتى تعود بالنفع عندما تحل سنين القحط السبع بعد ذلك وإمتثل الناس لكلام يوسف وزرعوا الحنطة تحت حبات المطر الوفيرة وبدأت زيارات يوسف عليه السلام للمزارعين فى حقولهم ليباشر بنفسه طريقة العمل وبدأت زياراته الخارجية إلى المدن المجاورة لطيبة وهلت البشائر وبدأ الناس يحصدون ما زرعوا وتخزين الحنطة فى المخازن التى أعدت لها وأخذ مايفيد أن لهم حق لدى الدولة ، وأصبح يوسف عليه السلام ملئ السمع والبصر وأصبح أمنحوتب الرابع من المقربين وأعطاه صلاحيات كبيرة ويتصرف فى شئون البلاد كأنه الملك إنها الحكمة الإلهية والدروس والعبرة والصبر على البلاء حتى أصبح من أصحاب الرأى والقرار وتحديد المصير .

عرض أمنحوتب الرابع على يوسف عليه السلام أن يتزوج وأن يكون له زوجة وولد وأشار إلى( أسينات ) أن تكون زوجة له ووافق يوسف على طلب الملك وأقام له الأفراح وعلقت الزينات ودقت الطبول وفرح الناس ليوسف وأنجب الولد ( أفراهيم ) وبعدها البنت ( مانسا ) وبدأت سنين الوفرة والرخاء تتلاشى شيئا فشيئا وبدت له علامات وبعد أيام قليلة ستحل على مصر سنين القحط السبعةفما هى الإشارات الدالة على ذلك ؟ وكيف عرف يوسف عليه السلام بقدوم سنين القحط ؟ وماهر الرسالة التى أرسلها يوسف لملك مصر بقدوم سنين القحط ؟ وكيف إستعد لذلك ؟ وأبو إمرأة العزيز ( زليخة ) من كل هذه الأحداث ؟ وكيف إلتقى أخوه بنيامين بعد غياب طويل ؟ وكيف تصرف يوسف مع اخوته بعدما قدموا له الإيذاء وأودعوه فى غيابات الحب ؟ وفى النهاية كيف تم ترتيب اللقاء الكبير بين سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف عليهما السلام ؟ وماهر ردة فعل الملك عندما إلتقى سيدنا يعقوب فى قصره ؟ كل هذه الأسئلة سيتم الإجابة عنها فى المقال القادم والأخير بحول الله ومشيئته حول قصة سيدنا يوسف الصديق وكما جاء بالمسلسل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى