غير مصنف

رؤوف قنش يكتب: السلوكيات…. فى خبر كان

السلوكيات فى خبر كان

اليوم الثامن

لسنا فى حاجة إلى قوانين يسنها المشرعون ويقرها أعضاء نواب الشعب لكى نعدل من سلوكياتنا التى أصبحت بعضها فى الحضيض فبعض القوانين تسن ولايعمل بها لأن معظم الشعب وحتى المثقفين منهم لا يقرؤون وإن قرؤا لا يتذكرون وإن تذكروا فلا ينفذون وأقرب مثال مواد الدستور الذى ينظم حياتنا الكثير منا يجهله تماما وإذا سألت شخص ما المادة رقم كذا بتنص على إيه يقول لك لا اعرف عقلى ليس دفتر لأدون فيه مواد الدستور وأحفظ أرقام المواد ، نحن نحتاج لقوانين متأصلة داخل الشخوص أنفسهم موجودة داخلهم تنطبع على سلوكياتهم وتنفذها عاداتهم وتقاليدهم فيطوعونها لما فيه الصلاح والبعد عن الأخطاء ، هناك قوانين منظمة للمرور لمن يكسر إشارة أو السير عكس الإتجاه أو طمس ارقام السيارة أو عدم وجود طفاية الحريق أو حقيبة الإسعاف ومع ذلك نجد من يخالف رغم توقيع عقوبات سابقة وعلى نفس ذات المخالفة أهو العند والتحدى أهو عدم اللامبالاة والإكتراث أم أن القوانين التى تصدر ليست بالقوة أو ليست لها معنى وأصبحت مستهلكة ومن ثم نحتاج لسن قوانين أخرى يستوعبها أناس أخرين غيرنا ربما .

لايوجد قانون فى العالم تنص مادة فيه إذا وقفت سيدة فى الأتوبيس تحمل رضيعها أو رجل مسن يتكأ على عكازه أن تترك لها وله مقعدك وتأخذ بأيدى أحدهما ونجلسه مكانك لايوجد قانون فى الدنيا يقول ذلك ويعاقبك إن لم تنفذه ولكن النشأة والتربية والعادات والتقاليد التى تربيت عليها وتأصلت فيك وإنطبعت على سلوكياتك ، لايوجد نص فى القانون يقول لك عندما تجد مبلغ كبير من المال وقد تكون فى أشد الإحتياح إليه فتأخذك شهامتك ورجولتك وتذهب مسرعا دون تفكير لأقرب قسم شرطة وتسلمهم المبلغ وتأخذ نصيبك من المبلغ قيمة ١٠٪ من الاجمالى وقد يرفض رغم أنه قد يكون محتاج إنها سلوكيات لا أكثر ولا أقل ، لايوجد قانون يقول لك عندما تفرغ من تناول الساندوتش المغلف بورقة أن تلقيها على الأرض ، أو بعد إنتهاؤك من علبة الكانز أن تلقيها على الأرض برغم وجود صندوق القمامة ،لكنه السلوك الذى يحتاج أن تنميه ونظيره حتى يعيش معنا وبداخلها أطول فترة ممكنة .

كل هذه السلوكيات التى ذكرتها موجوده عندنا ولكن بنسب ضعيفة جدا جدا لاترتقى للمستوى المأمول والمنشود والذى نحلم به وسنظل نحلم به ، نقرأ فى القوانين والدستور ولا ننفذ بنوده حتى وإن كانت بالية وأصابها العطب ونحن نمتلك افضل دستور على وجهه الأرض ولا ننفذ تعاليمه ونتعمد تجاهلها مع سبق الإصرار والترصد وهو ( القرآن الكريم ) الذى فيه الحلال والحرام فيه تأكيد الصح والنهى عن الغلط فيه الجنة والنار فيه كل الأشياء التى تجعلنا الأفضل فى كل شيئ المعاملة والسلوك والكثير والكثير ومع ذلك نجد من يفتعل الخطأ ويعلم أنه خطأ ويعلم أن هناك نار ويذهب طواعية إلى النار بقدميه وتلك هى المأساة التى نعيشها ، إذا كان البعض يجهل عن عمد لما جاء فى الدستور الإلهى سيعترف بالدستور والقوانين التى خطتها أنامل بشرية تحتمل الخطأ والصواب أمامنا الكثير لكى نتعلم ونعى ونفهم ، أعتقد أن البلاد المتحضرة تسبح فى بحر من قوانين القيم والأخلاق التى نفتقدها والقليل منا متأصل بها وهذه البلاد تنفذ ما جاء بالقرآن بطريقة غير مباشرة وكم كنت أتمنى أن نكون جزء من البلاد المتحضرة لنتعلم من سلوكياتهم ، يحضرنى مثل شعبى يقول .علم فى …… يصبح ناسى .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى