
ياحبيبتي” …بقلم : احمد ابو عيشة
الحياة تخذلنا أغلب الأوقات، تحاصرنا بالتعب والإرهاق، تداوينا أحيانًا بابتسامة هنا وأخرى هناك، لتتأكد من قدرتنا على احتمال التعب والألم المقبل مرة أخرى. نتلقى الضربة تلو الأخرى حتى لا ندرك متى وأين كنا. نتلمّس في الطريق حبيبا نتكئ عليه ونستمد منه القوة والمثابرة، حتى نكتشف أننا وحدنا تمامًا ليس برفقتنا سوى التعب والخذلان، فنحاصر أنفسنا بالغضب الممزوج بالألم، ونتخذ من اللا مبالاة المصطنعة قناعًا نواجه به من خذلونا، نبني قصورًا من الذكريات الحزينة متجاهلين كل تلك الذكريات السعيدة والدعم والسند.
يا حبيبتي .. لا تلقِ بروحك الجميلة فريسة سهلة للحزن والاكتئاب، فلو علمتَي النوايا لوجدتي كل البشر مثلك تمامًا، يواجهون كمًّا لا حصر له من المشكلات والأحزان، لا تبنِ جسورًا من الظنون والاتهامات، تعالَ وارتمِ بحضني وأفرغ كل مشاعرك المكبوتة عليّ.. اشركيني في حزنك وتعبك فأنا سندك ودعمك في الحياة، اشركيني في همك واعطني الفرصة لأشاركك همي، لا تتخذي مني موقف الدفاع، فنحن لسنا أعداء، واجهيني بهمك واعطني الفرصة كي أكون برفقتك، كما كنا في الضراء قبل السراء، فلو علمتي بحالي لوجدتيني لست بأفضل منك حالاً.
تعاندنا الحياة ونعاندها كثيرًا، ومن يصمد أمامها فقط بابتسامة هو الرابح في دائرة الحزن التي لا تنتهي، وما أجمل الصمود برفقة حبيبة تدعمني وأدعمها في مواجهة العالم ومحاصرة أحزانه، أتلمّسها حين تسود الرؤية وتنعدم ليضيء لي الطريق من جديد، بنفحات من الحب والتواصل الطيب ودعوات لا تنتهي ليست مصحوبة بأي غرض أو هدف، فقط مشاعر الحب الصادقة النابعة من القلب، وذكريات لا تنتهي من السعادة والفرح.
يا حبيبتي.. إن الحياة تخذلني تمامًا كما تخذلك، تثقلني بالهموم والأحزان تمامًا كما تثقلك، فإن استسلمتي أنتي لها فسأستسلم أنا الأخر لها؛ لا تتركيني لنكون مجرد اثنين خاسرين في سباق الحياة، فلتأخذي بيدي وآخذ بيدك، لنتحد ونقوى معًا أمام إعصارها الفتاك، لننتصر متحدين أفضل ألف مرة من الخسارة وحيدًا.
يا حبيبتي .. ضعي همومي علي همومك ولنمضِ معًا أقوياء في مواجهة شراسة الحياة، فما خُلِق الأحباب والاصدقاء إلا للمواقف الصعبة والشدائد، ولا تبالِ لظنون روحك ، ولنواجه ضعفنا أمام بعض نحكي ونبكي ثم نضحك معًا على لا شيء، فالصمت أحيانًا كثيرًا ما يضع في قلوبنا القسوة والحيرة والظنون المميتة، لنتغلب على الظنون بالكلام ثم الكلام ثم العتاب والأبتسامه، فالابتسامه وحدها كافيه لتمدني وتمدك بقوة فتاكة قادرة على تدمير الأحزان وبعث طاقة نور.