مشاهير.اليوم الثامن…أحمد سالم …دون جوان السينما المصرية الذى قتلته رصاصة

كتب:طارق السويسي
اسمه بالكامل أحمد علي محمد سالم، ولد في 20 فبراير 1910، في أبو كبير بمحافظة الشرقية….كان والده علي سالم أحد كبار أعيان أبو كبير بالشرقية في ذلك الوقت، وعمه النجدي سالم عضو مجلس الشيوخ عام 1924، وعمه الثاني عبدالعزيز عبدالله سالم وزير للزراعة مع بداية ثورة 1952.
حصل على البكالوريا من مدرسة الجيزة الثانوية عام 1926… سافر إلى بريطانيا لدراسة الهندسة، وقام بدراسة الطيران، ثم عاد إلى مصر عام 1931 بطائرة خاصة كان يمتلكها ويقودها بنفسه، وكان حينها لم يتجاوز الـ21 من عمره….فقد كان عنيدًا للغاية، وكان يصر على قيادة الطائرة بنفسه رغم أنه تعرض لحوادث كبيرة كانت ستودي بحياته أكثر من مرة.
اول من قال ” هنا القاهرة ”
تم تعيينه مهندسا لشركات أحمد عبود باشا لكنه تركها بعد عام ونصف….ثم عمل مديرًا للقسم العربي بالإذاعة المصرية، وشارك في إعداد وتقديم العديد من البرامج الاذاعية …
وهو اول من قال أشهر جملة إذاعية في التاريخ والتي مازالت تتردد حتى الأن وهى «هنا راديو الإذاعة المصرية.. هنا القاهرة» و ذلك فى 31 مايو 1934 .
ستوديو مصر
أبدى طلعت حرب إعجابه به بعد تقديمه لحفل أقامته شركات بنك مصر، عام 1935، وطلب منه مهمة استكمال إنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما وبناء استوديو كبير يكون مصريا خالصا.
فقدم «سالم» استقالته من الإذاعة وتفرغ لفكرة بناء الاستوديو، فبنى ستوديو مصر وتولى عملية توظيف الفنيين الأجانب والمصريين…..و كان أول عمل ينتجه «ستوديو مصر» فيلم «وداد» لسيدة الغناء العربي أم كلثوم وأحمد علام….و أدى نجاح الأفلام التي أنتجها «ستوديو مصر» إلى ثقة طلعت حرب في «سالم» فعينه عام 1936، المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر، بالإضافة إلى منصب مدير عام مطبعة مصر، ومدير عام لقسم الدعاية السينمائية لبنك مصر.
تحدى الملك فاروق بفيلم لاشين :
تحدى احمد سالم الملك فاروق عام 1938، عندما أنتج ستوديو مصر فيلمًا بعنوان «لاشين» و كان الفيلم فكرة احمد سالم ومن بطولة حسين رياض وعبدالعزيز خليل، ومن إخراج فريتز كرامب وقد أثار ضجة كبيرة في المجتمع المصري، وأغضب الملك لأن قصته كانت تدور حول قيام ثورة ضد حاكم مستبد له علاقات نسائية وطلب القصر ومن بعده طلعت حرب تعديل السيناريو وأن تكون نهاية الفيلم لصالح الحاكم بدلًا من القضاء عليه، لكن «سالم» رفض وقدم استقالته.
بعد استقالته استأجر ستوديو «وهبي» بالجيزة، لمدة 5 سنوات، وقدم أول فيلم عام 1939 من تأليفه وإخراجه وبطولته وهو ” أجنحة الصحراء ” بالاشتراك مع راقية إبراهيم، وأنور وجدي، وحسين صدقي، وعباس فارس.
احمد سالم فى السجن :
ابتعد عن السينما لفترة بسبب قيام الحرب العالمية الثانية، وشارك في مجال التجارة، وتشير بعض الروايات إلى أنه تاجر بالسلاح، وكان يورد الاحتياجات العسكرية للجيش الإنجليزي.
و تورط في قضية «الخوذات المقلدة»، ودخل بسببها السجن وكان المتهم الأول في تلك القضية، وطلب الادعاء الحكم عليه بالإعدام….و قال عن نفسه : «كنت الأول دائمًا في كل شيء، فكنت الأول في الطيران، والأول في الإذاعة، والأول في السينما، ولما قدمت إلى المحاكمة كنت كذلك المتهم الأول، لأن المحكمة طلبت الحكم عليّ بالإعدام».
عاد للسينما مرة ثانية و قام بدور البطولة أمام راقية إبراهيم في «دنيا»، عام 1946، من إخراج محمد كريم.
تنازل عن كاميليا مقابل 3 آلاف جنيه
يرجع إليه الفضل في اكتشاف الفنانة كاميليا، حيث التقى بها عام 1946، في إحدى حفلات فندق ويندسور، ثم دعاها إلى العرض الخاص لفيلمه «الماضي المجهول»، وبانتهاء العرض عرض عليها العمل في السينما، فوافقت، فقام بنشر صورها في المجلات وروج صورها في كل مكان لكنه لم يقدمها في عمل سينمائي.
و تعرفت كاميليا على يوسف وهبي وأقنعها بالاشتراك في بطولة فيلم «القناع الأحمر» فوافقت وبدأ التفاوض مع أحمد سالم من أجل الحصول على «كاميليا»، ولكنه اشترط الحصول على 3 آلاف جنيها مقابل الموافقة وهو ما حدث بالفعل .
زيجاته :
تزوج احمد سالم أكثر من مرة… أولها كانت من السيدة خيرية البكري، أم ابنته الوحيدة ثم الفنانة أمينه البارودي، والتي كانت إحدى سيدات المجتمع المعروفات في ذلك الوقت، وعملت بالفن لفترة، وكانت صديقة مقربة من أسمهان …. وقيل إن تحية كاريوكا أحبته بجنون لدرجة أنه انفصل عن زوجته أمينة البارودي لأجلها وبالفعل تزوج «سالم» من «تحية»، وسافرا معا في رحلة إلى فلسطين لأنه كان محبًا للطيران….وفي فلسطين ترددت شائعات قوية عن وجود علاقة بين أحمد سالم وأسمهان فانفصلت «كاريوكا» عنه قبل العودة إلى القاهرة …فعرض على أسمهان الزواج …و يقال إنها وافقت من أجل الحصول على الجنسية المصرية حيث كانت ترفض السلطات في مصر إعطائها الجنسية، لكن «سالم» ساعدها في ذلك …لكن سرعان ما دبت الخلافات بين «سالم» و«أسمهان»، التي كانت ترفض قيود الزواج منذ اللحطة الأولى وبعد خلافات عديدة بينهما انتهى بهما الأمر إلى الطلاق .
و تعرف بعدها على مديحة يسري أثناء تصوير فيلم «رجل المستقبل»، عام 1946، وكانت متزوجة حينها من الفنان محمد أمين، وكان بينهما مشاكل كبيرة، وطلبت مديحة يسري من محمد أمين الطلاق ولكنه رفض فصارحت «سالم» بأنها تحبه، وطلبت منه أن يطلقها منه، وبالفعل طلقها من «أمين» وتزوجها هو….وعاش مع مديحة يسري 3 سنوات حتى وفاته.
أفلامه :
قدم في تاريخه الفني 9 أفلام وهم أجنحة الصحراء ، رجل المستقبل ، الماضى المجهول ، إبن عنتر ، شمشون الجبار ، المستقبل المجهول ، حياة حائرة ، دنيا ، دموع الفرح .
سبعه منهم من تأليفه وإخراجه وبطولته اشهرها و انجحها كان فيلم ” الماضى المجهول” مع ليلى مراد و بشارة واكيم ..اما آخر افلامه فكان فيلم «دموع الفرح»، والذي عرض عام 1950 بعد وفاته، حيث توفي عام 1949 بينما كان يصور الفيلم واستكمل إخراجه فطين عبدالوهاب .
الرصاصة التى قضت عليه :
حدث شجار بينه و بين المطربة الراحله “أسمهان” عام 1944 و التي كانت انذاك زوجته حين عادت إلى المنزل في وقت متأخر فرفع عليها المسدس محاولا قتلها و تصادف وجود إحدى الصديقات التي هرعت إلى الشرطة و اتت بهم للمنزل فحدث شجار بين أحمد سالم و ظابط الشرطة تبادلا خلاله إطلاق الرصاص لتصيب إحداها أحمد سالم في الصدر و يعالج من الرصاصة و يشفى لكن أثارها تظل تؤلمه إلى أن يدخل المستشفي عام 49 و تفشل العملية و تنطلق روحه الي بارئها في 10 سبتمبر 1949 .






أ