أخبار محليةعاجل

وفاة طبيب الغلابة…الدكتور محمد مشالي عن عمر يناهز 67عاماَ

وفاة طبيب الغلابة…الدكتور محمد مشالي عن عمر يناهز 67عاماَ

اليوم الثامن /الغربية

نعى أهالى قرية ظهر التمساح، الدكتور محمد مشالى، المعروف باسم طبيب الغلابة، الذي توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، وأعلن وليد مشالي نجل طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، عن وفاة والده منذ قليل، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمه الفقراء.

وقرية ظهر التمساح إحدى القرى التابعة لمركز إيتاى البارود، وهى مسقط رأس الطبيب الراحل.

وكتبت صفحة «صدى ظهر التمساح» على موقع «فيسبوك» نعيًا نصه: «تنعى صدى ظهر التمساح وفاه الدكتور محمد مشالي ابن قريتنا البار.. طبيب الغلابه فى ذمة الله.. بياع الطيِب ذهب ليلاقى مولاه.. تاجر مع الله فأهداه الله دعوة 100 مليون بنى آدم وأكثر، وحفر اسمه بحروف من ذهب على مدى التاريخ.. كم من أطباء أثرياء رحلوا ولم يشعر بهم أحداً وما نفعتهم الأموال التى جمعوها من الناس ولا شهرتهم لأنهم لم يتركوا هذا الأثر الطيب فى نفوس الناس، فقد خلدت ذكراك عند العقلاء للأبد.. اللهم اسكنه فسيح جناتك واجعل عمل الخير رفيقه وجليسه، فما علمنا عنه إلا خيرا وما رأينا منه إلا خيرًا.. زهد الدنيا وعمل لوجه الله، أراد الجنة لأنه يعلم أن الدنيا إلي زوال، فاللهم أكرم نزله ووسع مدخله يا الله.. فقد كان حليماً رؤوفاً بالفقراء فجود عليه من فيض جودك يا أكرم الأكرمين يا الله.. إنك سميع مجيب الدعاء».

وتوفي الدكتور محمد مشالى، طبيب الغلابة، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، عن عمر يناهز 76 عامًا.

وأعلن وليد مشالي، نجل الراحل، وفاة والده، موضحًا أنه سيتم دفن الجثمان بعد صلاة الظهر بمحافظة البحيرة.

وقال مصدر مقرب من الراحل، إنه شعر بتعب مفاجئ في الساعة العاشرة مساء الاثنين، وتم نقله إلى المستشفى وتوفي بها.

كان الراحل قد تعرض للعديد من الشائعات حول وفاته مؤخرا، وخرج نجله وليد مشالي أكثر من مرة لنفي الخبر، إلا أنه أكده هذه المرة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

الدكتور محمد مشالي من مواليد محافظة البحيرة، لأب يعمل مدرس، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك.

تخرج الراحل في كلية الطب قصر العيني، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، وفي عام 1975 أفتتح عيادته الخاصة في طنطا، وظل لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبي في عيادته بـ5 جنيهات، وزادت إلى 10 جنيهات، وكثيرا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء.

وأطلقت محافظة الغربية اسمه على أحد الشوارع في طنطا، وذلك بعد أن طالب سكان المحافظة بتكريمه.

وكان الدكتور محمد مشالى “طبيب الغلابة”، وجه نصائح عبر “اليوم السابع” المصري، لجموع المصريين قبل رحيله فى حوار بالحفاظ على سلامتهم من وباء فيروس كورونا وعدم التكدس والازدحام والتهوية الجيدة، والاهتمام بالتغذية السليمة والصحية، والبُعد عن العصبية والتوتر.

وبكى طبيب الغلابة حين تذكر واقعة تعيينه في أحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، قائلا:” جاء لى طفل صغير مريض بمرض السكر وهو يبكى من الألم ويقول لوالدته أعطيني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقى أخواتك، ولا زالت أتذكر هذا المواقف الصعب، الذى جعلني أهب علمى للكشف على الفقراء”، مؤكداً أن كشفه يبلغ 5 جنيها وأحيانا لا يقبل ثمن الكشف من المرضى غير القادرين، ويقدم لهم الأدوية.

وتعليقاً على رفضه قبول تبرعات بالملايين من أحد البرامج التليفزيونية، قال:” رفضت قبول التبرعات، وأنا أوصيهم بتقديم هذه التبرعات لغير القادرين، وأنا لا أحتاج لها، قدموا هذه التبرعات للأطفال بلا مأوى، أو الأطفال الأيتام، أو من يريد التبرع لى قدموا هذه التبرعات إلى محافظ الغربية لصرفها على المحتاجين”.

واسترجع طبيب الفقراء ذكرياته وقال أنه تخرج من كلية طب القصر العينى عام 1967، وولد بمركز إيتاى البارود، وتم تعيينه بالقطاع الريفى بمحافظة الغربية، لكونه مقيما وقتها بمدينة طنطا، وتنقل بين الوحدات الريفية، وتم ترقيته لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة، ثم مديرا لمركز طبى سعيد حتى بلغ السن القانونية للمعاش عام 2004″.

وأشار إلى أنه تربى فى أسرة شعبية، وبدأ حياته من الصفر، وكافح لتربية أبنائه وأبناء شقيقه، وأعطاه الله أكثر مما تمنى وسعيد بحياته”، مؤكدًا على أنه اختار أن يكون وسط محدودى الدخل والفقراء.

وأضاف أنه يشعر بالرضا عما قدمه فى مشوار حياته، للمرضى الفقراء، خاصة أن المستشفيات المجانية والمستشفيات الجامعية ليس لديها الإمكانيات لمساعدة المرضى الفقراء.

وأشار إلى أن عيادته البسيطة مفتوحة للفقراء بسعر كشف زهيد مضيفا أنه يبدأ يومه بالاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا وينتهي من الأعمال المنزلية الضرورية ثم يتوجه لعيادته، ويظل بها حتى آذان المغرب ثم يعود لمنزله ويتناول الإفطار ثم يتوجه للعيادتين الأخريين بقريتين مجاورتين لطنطا لتوقيع الكشف الطبي على أبناء القريتين مشددا على أن سعر الكشف في العيادتين 5 جنيهات فقط تقديرا لمعاناة الفقراء وتخفيفا عنهم، ثم يعود للمنزل مرة أخرى

وأشار إلى أنه فكر جيدا قبل رفض الجائزة المعروضة عليه من أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة، مقدما لهم الشكر على مافعلوه، وطالبهم بتوجيه الجائزة لمساعدة الفقراء، والتركيز على مساعدة الأطفال بلا مأوى ودور رعاية الأيتام، مؤكدا أنه عُرض عليه الحصول على جوائز كثيرة فى الفترة الماضية، ولكنه رفض تلقى أي مبالغ مالية.

وأكد أنه لا يحب الشو الإعلامي، وأنه فضل أن يكون جنديا مجهولا لخدمة المريض الفقير، وينتظر الجزاء من الله وحده.

وطالب جموع الأطباء بأن يستوصوا خيرا بالفقراء، خصوصا أن الامكانيات فى المستشفيات الجامعية والمجانية ضعيفة لا تساعدهم على خدمة المرضى من الفقراء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى