أسباب اغتيال الجنرال قاسم سليماني كما اوضحتها وزارة الدفاع الأمريكي
أسباب اغتيال الجنرال قاسم سليماني كما اوضحتها وزارة الدفاع الأمريكي

اليوم الثامن
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن ضربة أمريكية تسببت في قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وأضافت أنه كان يعكف على وضع خطط لمهاجمة أمريكيين في العراق والشرق الأوسط.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان لها “اتخذ الجيش الأمريكي قرارا دفاعيا حاسما بقتل قاسم سليماني بتوجيه من الرئيس لحماية الأفراد الأمريكيين في الخارج”. وأضافت “هذه الضربة تهدف إلى ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل” مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية مواطنيها ومصالحها في أنحاء العالم.
وقال البنتاجون إن سليماني “نسق” هجمات استهدفت قواعد التحالف الدولي في العراق على مدى الشهور القليلة الماضية ووافق على “مهاجمة” السفارة الأمريكية في بغداد هذا الأسبوع. وذكر مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن سليماني قتل بضربة نُفذت بطائرة مسيرة في بغداد.
وأوضح مسؤول أمريكي إنه من المعتقد أيضا أن أبو مهدي المهندس، قائد إحدى الجماعات المسلحة العراقية، قُتل في الضربة استنادا لمعلومات أولية على الرغم من أنه لم يكن الهدف الأساسي للضربة.
وأضاف المسؤول أن وزارة الدفاع الأمريكية تدرك أن إيران من الممكن أن ترد وأن مسؤولي الجيش الأمريكي مستعدون للدفاع عن أنفسهم. ولم يستبعد المسؤول إرسال أي قوات .
وقال كريس ميرفي العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأمريكي إن سليماني كان “عدوا للولايات المتحدة” لكن قتله قد يعرض المزيد من الأمريكيين للخطر.
وكتب على حسابه الشخصي علي تويتر “أحد أسباب عدم قيامنا على وجه العموم (باغتيال) مسؤولين سياسيين أجانب هو الاعتقاد أن مثل هذا العمل سيزيد ولن يقلل عدد القتلى من الأمريكيين… يتعين أن يكون هذا هو سبب قلقنا الحقيقي والملح والعميق الليلة”.
وقالت السفيرة الأمريكية السابقة ” نيكي هيلي ” لدى الأمم المتحدة إن موت سليماني “ينبغي أن يلقى إشادة من جميع الساعين للسلام والعدالة”.
و قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر. أمس الخميس قبل تنفيذ الضربة إن هناك مؤشرات على أن إيران أو قوات تدعمها ربما تخطط لمزيد من الهجمات وحذر من أن “اللعبة تغيرت” وأنه من المحتمل أن تتخذ الولايات المتحدة إجراء استباقيا لحماية حياة الأمريكيين.
موقف الإدارة الأمريكية تجاه احتجاجات إيران واضح جدا، حيث سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأييد المتظاهرين في إيران من خلال دعوته عبر تغريدة له على تويتر في يوم السنة الجديدة بوضوح إلى تغيير النظام. ووصف ترامب، الذي يعتبر ايران عدوه اللدود في الشرق الأوسط، النظام الحاكم بـ “الوحشي والفاسد”، ووعد بدعم الشعب الإيراني “في الوقت المناسب”.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فقد انتقد موقف أوروبا “المتحفظ” من الاحتجاجات في إيران واتهم حكومات أوروبية بعدم دعم المتظاهرين في كفاحهم لأجل الحرية في مقطع فيديو قال فيه إن” العديد من الحكومات الأوروبية ستراقب في صمت ما يجري في إيران، بينما يتعرض الإيرانيون الأبطال للضرب في الشوارع”. ويشار إلى أن اسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً لوجودها.
بعكس الموقفين الأمريكي والإسرائيلي اتسم موقف أوروبا من احتجاجات إيران بالحذر. فقد اتخذت فرنسا موقفا أكثر تحفظاً وشددت على احترام حقوق الإنسان. وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الايراني عن “قلقه” حيال وقوع ضحايا على خلفية الاحتجاجات ودعا إلى “ضبط النفس والتهدئة”. كما ألغى زيارة كانت مقررة لوزير خارجيته إلى طهران.
ولم يختلف موقف ألمانيا عن فرنسا، حيث دعت برلين على لسان نائبة المتحدث باسم ميركل طهران إلى “احترام حرية التجمع والتعبير” وحثت النظام الإيراني على الرد “بالحوار”. وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن ألمانيا تشعر بقلق بشأن الوضع في إيران.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول روسي قوله إن بلاده تعتبر المقترح الأمريكي الداعي لعقد اجتماع غير عادي لمجلس الأمن الدولي لبحث الاضطرابات في إيران “ضارا ومدمرا”. وحثت روسيا الولايات المتحدة على عدم التدخل في الشأن الإيراني”، وذلك بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده للمحتجين ضد النظام الحاكم في إيران.
موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الاحتجاجات الإيرانية كان مفاجئاً. حيث ساند أردوغان في السابق ثورات الربيع العربي. في حين حذرت تركيا من ما وصفته بمحاولات التدخل في سياسة إيران الداخلية. وصدرت تصريحات أردوغان المؤيدة لإيران بعد تحسن العلاقات بين أنقرة وطهران اللتين تعاونتا في الشهور القليلة الماضية للحد من العنف في سوريا رغم تأييد كل منهما لطرف مختلف في الصراع المستمر منذ سنوات.
وعلي الصعيد العربي ساد نوع من الصمت في الجانب العربي، إذ لم تصدر لحد الآن تصريحات رسمية عن معظم الزعماء العرب. بيد أنه صدر موقف إماراتي من وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش. ووصف قرقاش في تغريدة له على تويتر هذه الاحتجاجات بأنها تعد: “فرصة للمراجعة العاقلة”، وأضاف قرقاش: “تغليب مصلحة المنطقة وإيران في البناء الداخلي والتنمية، لا إستعداء العالم العربي”.
و أعربت دمشق عن “ثقتها الكاملة” في تمكن حليفتها طهران من افشال ما وصفتها بـ” المؤامرة” التي تتعرض لها إثر الاحتجاجات وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية. واعربت دمشق وفق المصدر ذاته عن”إدانتها الشديدة ورفضها المطلق للمواقفين الأمريكي والإسرائلي”.