ادب ثقافة

عماد الكيلاني يكتب: إلهي اليك.. شكواي

عماد الكيلاني يكتب: إلهي اليك.. شكواي

اليوم الثامن/القاهرة

إلهي اليك شكواي (القصيدة الطويلة)
٥-٦-٢٠٢٠

الجولة (1)
إلهي ….
بين يديك شكواي
إلهي ….. اترضى مني ؟
الدعاءَ وأنت نبراسُ هداي
وأنتَ الذي أعطيتني بيمناي
وما حاسبتني على غلط
الاّ زدتني يقيناً بمنتهاي!

الجولة (2)
إلهي ….
كلهم ينتطرون مني قادم الخيرِ
ويَضِيعونَ لوْلاي
إلهي ….. هل أنتَ معاي!؟
رفعتُ بآخر الليل إليكَ يداي
أدعو وأرجو كيف تحقق لي مُنايْ
وما كنتُ الا باليقين معتقداً
أنك ترتضي مني ما يبقى معاي !

الجولة (3)
إلهي …..
لقد اصبح الدين بين الناس سلعة
وإنّي أبغضُ ذلك وما لذلك مُتعــة
ولقد كرهناهم وما بنا إليهم رَجعَة
هئنذا أكرر القولَ عيوني بها دمعة
لقد ولّى زمنٌ لهم بيننا أي صنعَـة

الجولة (4)
إلهي ….
تُجّارُ الدينِ من حولنا ما أكثرَهُـم !
والدعاةُ والولاةُ واصحاب الكلام
ما أتعسهم !
والقلوبُ عليهم قاسية فما عاد أحدٌ
يرتضي نَفْعَهُم
فخلّْصنا ربي وانقذنا منهم !

الجولة (5)
إلى اللهِ كُلُّ رَجائي ودُعائي
وأرفعُ الأكفّ باكياً ومشتكياً
فيا ربّ أرجوكَ إسمع ندائي!
وافتح دروباً للقبول إلى سمائي
واعذرني إذا طال دعائي
وانقذني مما أنا فيه هذا رجائي!

الجولة (6)
نحنُ على هذه الأرض زُوّارُ
في نهاية المطاف زمنٌ غدّارُ
تنتهي عنده الحياة بالقبرِ ننهارُ
ما عاد باليد من قدرةٍ لنختارُ
ولا بأيدينا قوةٌ ولا حتى قرارُ!

الجولة (7)
إلهي ….
إليك أرفع عينايَ ويلهجُ قلبي
وأكفَّ الضراعةِ
فإني لطول انتظاري قد حزنتُ
لكنني ما مللتُ
يطول انتظاري وهذا اختياري
لكنني ما سئمتُ
يجري دمعي نهراً باب داري!

الجولة (8)
لقد صرتُ بعد أبي يتيماً
وأرهقني بكائي
وأتعبني رجائي
فاليُتمُ يا إلهي صعبٌ دوائي
وقد تكون النارُ قد أهلكتني
ربما من قسوة الواقع أحرقتني
فقد أكلَ الذئبُ حصادي
وزرعي ولم يبقَ شيءٌ بادي!

الجولة (9)
إلهي ….
كم جرى دمعي وعلا صوتُُ بُكائي
ولمّا أفقتُ من سباتي يمّمتُ ندائي
نحوك ربي ووجهي إلى نور سمائي
فقد جارَ الزمانُ عليّ فأين اهتدائي
وقد سُدَّت كلُّ الدروبِ سوى ولائي
وقد صلّيتُ خمسين عاماً
وما توقّف في صلاتي دعائي
وما انقطعَ في أي يومٍ رجائي
وقد واصلتُ سؤالك حلاًّ لإبتلائي
وما توقف صوتي
لكنها ينابيعُ قلبي من نهر دموعي
جفّت وتوقّف الجريانُ

الجولة (10)
إلهي ….
أهكذا هو الجزاءُ والإحسانُ ؟
لقد تماهت بقلبي الأحزانُ
وتضوّعَت أنوار شموعي
وتوقفت اللحظاتُ والأزمانُ!

الجولة (11)
إلهي ….
سامحني كثيراً على بكائي
كفكفْ دموعي فهي ابتلائي
وليلي شديدٌ ودربي طويلُ
وبأن ليلي بالآهاتِ ثقيلُ
فمتى تخلّصني وإلامَ أميلُ!

الجولة (12)
إلهي ….
في كل ليلة من ليالي الآهاتِ
اقف على عتبات عمري لحظاتِ
منتظراً تباشيراً من السماء تأتي
فأنعِم عليّ ربي بنورٍ لكل أوقاتي
وزد قوة عزمي وجدِّد خطواتي
لي بقية في العمر فاجعلها غاياتي

الجولة (13)
إلهي ….
أرجو منك الآن أن تسدّد لي خطايْ
كي لا اعاتبَ الريحَ بفعل من يدايْ
كي لا اغادر اللحظات دون هدايْ
فاقبل من يديّ إليك ابتهالي ورجايْ
كفاني هذا الشقاءُ الغبيُّ
ما احتملتهُ ربي ولا كان على هوايْ
دعني أعبرُ من دروبي إلى منفايْ!

الجولة (14)
إلهي ….
يكادُ من طول أوجاعي يقتلني صمتي
وتلك باتت تسكنني على باب بيتي
والنارُ تكاد تحرقني وقد أحرقت زيتي
حتى لكأنني قد كرهتُ نفسي وسمتي
لقد تاهت دروبي وافتقدت بوصلتي!
وسؤالي إليك: هل بذاك يدنو موتي؟

الجولة (15)
إلهي ….
فيا ربِّ لا تترك الشيطانَ يظلمني
وكلُّ الناسُ اتباعهُ بالسوء تؤذيني
فقد أصابني كما أصاب يوسف
فأصبح القريبُ مني يحرمني …
وما عاد لي ربي سواكْ
ما عدتُ أرجو إلا رضاكْ
دعني أمضي بقية عمري
على هواك !

الجولة (16)
إلهي ….إني في خاتمة اللحظة
أراكْ
ولا أرى أحداً بكلِّ ما في الدنيا
سواكْ
دروبي سُدَّت بوقود احتراقي
لولاكْ
فأسعِف جراحي ورمِّم دروبي
معاكْ
ما ظلّ في الارض لا حقلٌ ولا
ملاكْ
فالأرض جرّفوها والأشجار قطّعوها
فهل ذاك أرضاك!
لي يا رب الكون نخلاتٌ من التمر
تطعمني
ولي زيتونة من زيتها أعتاشُ
فقطّعوها
ولي شجيرات فاكهة صغيرة
قطّعوها
بعدما بالنار قد أحرقوها
لم يبق لي في الميزان حصةٌ
إلا سرقوها !
وما من إلهٍ إلاّكْ وما سواكْ!

الجولة (17)
إلهي ….
إني الآن أراك ..
نعم بروحي وقلبي أراك
وأنتَ إلهَ الكون تراني
وذاك حسناً ذاك هداكْ
الآن آرجو رحمة منك
وارجو إلى قلبي هداكْ
وانت تراني
بكلّ زماني
وهذا إليك أواني!

الجولة (18)
إلهي ….
كل بلادي مستعمرة
سرقوا بحرها وبرّها
والناسُ متعبة ومدمّرة
بل جعلوا ما تبقى
مشانقاً لمن يعارضهم
وأمكنة أصبحت مقبرة!
إلهي أفعالهم كلها مسخرة
لكنهم مجرمون أو سحرة
فمتى يزول الاحتلالُ
وينتهي كابوسُ الامتثال
وتلكم الغيمة الممطرة!

الجولة (19)
إلهي ….
في ختام اوقاتي طلبتُ رضاكْ
وتضرّعتُ قبل انتهائي هُداكْ
واعلنتُ شوقي الكبير لملقاكْ!

الجولة (20)
إلهي ….
سلِّط على أعدائي عذابكْ
أرِهِم معالم غضبكْ
إقذفهم بالموت من فضلكْ
واغفر لمن تبقّى منا
نرجو منك العفو والمفغرة!

الجولة الاخيرة
إلهي ….
إني اعتذر إليك
فهل ترضى وأنا الآن بين يديك
إني الآن اعتذر إليك!
فاقبل مني اعتذاري
وانكشاف اسراري !
ربي .. إني أعتذر إليكْ
ربي .. إني أعتذر إليكْ!

إلهي اليك شكواي (القصيدة الطويلة)
٥-٦-٢٠٢٠

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى