مؤمن التوني يكتب: الاسراء والمعراج… دروس وعبر
مؤمن التوني يكتب: الاسراء والمعراج… دروس وعبر

اليوم الثامن/القاهرة
تظلنا فى هذا الشهر المبارك ذكرى عطرة ، هى ذكرى
الاسراء والمعراج،التى كانت تطييبآ لخاطر النبى (ص)وتخفيفٱ من حزنه في هذه الفترة الزمنيَّة العصيبة ، التي بدأت بالحصار في شعب أبي طالب، ثم المحاولات الكثيفة والمفاوضات السخيفة من قريش لإغراء النبي لوقف الدعوة، ثم وفاة أبي طالب عم الرسول ومناصره في مكة، ولقد كانت تلك المصيبة من الصدمات التي لم ينسها رسول الله صلى الله عليه وسلم طَوَال حياته، ألا وهي مصيبة موت زوجته الوفيَّة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها! فكانت الرحلة الآرضية وهى الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى المبارك لتكريمه (ص) بين الانبياء ثم كانت الرحلة السماوية وهى المعراج ألى حيث لم يصل احد قبله حيث رأى من ايات ربه الكبرى فى الارض والسماء وعاد بهدية من ربه ، وهى معراج معنوى لأمته يصل بها العبد بخشوعه فيها الى اعلى الدرجات ألا وهى الصلاه .
عزيزى القارئ من خلال السطور التاليه سوف نسرد المواقف السابق ذكرها باختصار
بدأت معجزة الإسراء والمعراج –والتي تعتبر تكريما لرسول الله(ص)بعد أشد عام قسوة على رسول الله(ص ) وهو عام الحزن، هذا العام الذي فقد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته السيدة خديجة –رضي الله عنها- والتي كانت نعم المعين والسند والرفيق على مشوار الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فقد كانت مَكمنُ سر رسول الله(ص)أسري بالنبي من مكة إلى بيت المقدس، وهو يركب دابّة البراق، وما أن وصل إلى باب المسجد، ربط الدابة، ودخل وصلّى، ثم أتى المعراج، وهو كالسّلم، فصعد عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء الدنيا، ومنه إلى السماوات العلى، ومرّ بمجموعةٍ من الأنبياء، ووصل إلى سدرة المنتهى، ورأى جبريل على هيئته وله ستمئة جناح، ورأى رفرفاً أخضراً، ورأى البيت المعمور، ورأى الجنة والنار، وفي هذه الرحلة العظيمة فُرضت الصلوات خمسين، ثمّ خفّفها الله -سبحانه- إلى خمس، ثمّ هبط -عليه السلام- إلى بيت المقدس ومعه الأنبياء، فصلّى بهم جميعاً. ومن المشاهد التي رآها رسول الله في السماء الدنيا: حال أكلة أموال اليتامى ظلماً، وحال النساء اللاتي يُدخلن على الأزواج ما ليس منهم؛ أي يدخلن عليهم ما ليس من أولادهم، وحال المغتابين، وحال الزناة، وحال أكلة الربا.
ومن هنا عزيزى القارئ قد استفدت من تلك الاحداث السابقة ومن هذا استفدت أن مع العسر يسراً، وأن من الضيق فرجاً، وبالشدة رخاءً.
وأن مكانة الصلاة في دين الإسلام، فإن الله اختصها بأن فرضها على نبيه صلى الله عليه وسلم بلا واسطة.
ان أكثر أمة يدخلون الجنة الأمة المحمدية،
وان بركة النصح للمسلمين؛ فإنه بسبب نصح موسى لنبينا صلى الله عليه وسلم خفف الله عنه الصلاة المفروضة إلى خمس صلوات خمس صلوات في العمل خمسون في الأجر. إن المتأمل لهذه الرحلة يجد فيها اليقين علي رحمة الله بعبادة ويستحضر مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وامته وكم التكريم الإلهي لهذه آلامه فاللهم ارزقنا اتباع نبيك واحشرنا في زمرته.
وكل عام وأنتم بخير
