ادب ثقافةمقالات وتحقيقات

عبد المنعم هلال يكتب : الوضع يا عزيزتي…مازال مربكاً

عبد المنعم هلال يكتب : الوضع يا عزيزتي…مازال مربكاً

اليوم الثامن/القاهرة

مازلت أتجول داخل عقلي عليَّ أجد الطريق إلي البيت…
مازلت أحتضن ذلك العطر و تلك الوسادة التي طبع عليها صورة لوجهينا عندما كانا يضحكان…هل مازلت تتذكرين ملامحنا عندما كانت تضحك ؟! أنا حالياً للأسف أتذكر بصعوبة…
النافذة الكبيرة بعرض الحائط التي يدخل منها ضوء الفجر الخافت والنسمات الباردة التي كانت تجعلنا نغمض عيوننا ونبتسم في هدوء…الموسيقي التي تأخذ آذاننا معها لأرض أخري طيبة وآمنة…رائحة الشتاء…لمسات أصابعك علي مؤخرة رأسي…زقزقات العصافير التي تعرف ما لا يعرفه البشر عن حقيقة الكون…تلك الحمامة التي تقف علي الإفريز تنظر معنا نحو الأفق…كل ذلك البراح في هذا المكان الذي يعلو فوق الضجيج والزحام والتلوث و يظهر منه باقي البشر ذوي العقول الحديدية و المشاعر المُحبطة والذكريات المؤلمة والمخاوف الملتصقة بقلوبنا وضيق الصدر والأحاسيس بالحصار بعيييدة….كل تلك الأشياء شديدة الحزن تظهر بعيدة وصغيرة الحجم…
لم أعد قادر علي التذكر بنفس الوضوح…
أعتذر لكِ فالجدران المحيطة بي تتحرك للداخل نحو بعضها وأصبحت أستشعر ملمسها علي وشك أن تهرسني بداخلها وذلك الأمر المرعب يجعلني شديد التوتر و يشتتني…يجعلني غير قادر علي الاحتفاظ بكل تلك الذكريات فمع كل ضغطة جديدة تسقط مني ذكري جميلة وتترك مكانها عظمة مهشمة…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى