ادب ثقافةمقالات وتحقيقات

نادي سعيد يكتب: الحلم …

نادي سعيد يكتب: الحلم ...

اليوم الثامن/ القاهرة

  .......         فى احدى القرى الصغيرة التى على اطراف البلدة التى تنتمى الى احدى محافظات صعيد مصر وحال القرية لا يختلف عن قرى مصر المحروسة او كما يقول البعض مصر ام الدنيا لذلك كان معظم شباب القرية عندما يرتفعوا عن الارض وتكون لقدماهم لها صوت دبيب يتجهوا سفرا الى القاهرة او مصر كما يطلقون عليها . 

هكذا كان حال أخينا بخيت الاخ الاصغر بالأسرة كثيرة العدد التى تعمل بالزراعة لمساعدة والدهم . ولكن الحال فى القرية يخنق أحلام الشباب . لذلك مجرد ان حصل بخيت على دبلوم الصنايع فكر جديا للنزول الى مصر وتحديدا روض الفرج وذلك لوجود بيت عثمان بن الحاج عبد الحميد الذى كان له السبق منذ عدة اعوام واستقر فى تلك المنطقة . لذا اصبحت روض الفرج المحطة الاولى لشباب واهالى القرية رغم تباينهم لأنهم مشتركين فى الحمية والعصبية والنزعة الداخلية …..المرتبطة بالأرض . ارض الصعيد عامة وكأنها عقيدة رغم ان قوم منهم يذهب للصلاة بالكنيسة وقوم اخر للصلاة بالمسجد .
هكذا وبدون تفكير رسا بخيت على عثمان….. و عندما وصل الى منزله طرق الباب عدة مرات وبعد ثوان فتح له الباب ليجد ان ابن عمه هو الذى فتح له الباب … وكان ابن عمه هذا يعمل فى مجال المعمار ويقيم مع عثمان .
وينام ليلته الاولى بالمحروسة دون ان يغفل لأنه بدأ يتلامس مع اطراف احلامه .و فى الصباح الباكر ذهب مع ابن عمه ليعمل معه هكذا تمر الأيام حتى جاء أحدهم بخبر ان الشرطة تطلب عساكر للعمل لديها وهنا اسرع بخيت وتقدم للعمل فى البوليس المصرى ليفرح بالميرى والأزرار النحاسية وتمر الأيام من تدريب واجازات والعمل هنا وهناك حتى اصبح عسكرى دورية يمر على مجموعة شوارع القاهره كل ليل فى حركة دائرية بلا توقف حتى أول شعاع للنور من اليوم الجديد .
واصبح معروفا للكافة…. وذات يوم بعد منتصف الليل وقبل ان يظهر شعاع نور و كان للقمر دور فى بصيص من الرؤيه .
وعند مروره من امام احدى البيوت القديمة المطلة على الشارع الرئيسى سمع صوت استغاثة فدخل مسرعا الى المنزل فلم يجد شيئا والصوت مستمر لكنه قادم من اعلى فصعد السلالم الأولى بقلب شجاع وهنا دخل رجل عليه المنزل ونظر اليه وقال الصوت قادم من أعلى ياشاويش وأشار بأصبعه نحو الأدوار العليا .
فصعد سويا العسكرى على السلم الحلزونى و بجواره من الناحية اليسرا للسلم يصعد الرجل معه …. هكذا صعدا من دور الى دور يليه تابعا للصوت . حتى وصلا معا الى الدور الأخير ولم يجدا شئ وماذال الصوت مستمر من أعلى رغم انه لا يوجد الا السطوح أخر شئ فصعد سويا…….. ووجدا السطوح خاوى ولا شئ هناك فأندهش العسكرى ونظر نحو الرجل ليجده بجواره من ناحية الفراغ بين السلالم فى الوسط فنظر اليه من أعلى لأسفل ليجد ما لايتوقعه ان الرجل قدماة بمدخل البيت وممتدد فى الفراغ من ارض مدخل البيت حتى السطوح فصرخ بخيت بشدة وهرع مهرولا مسرعا نحو النزول الى الشارع وهو يناجى ربه حتى وصل الى باب البيت ناحية الشارع وكان قد فقد التنفس وانبطح على وجهه نحو الشارع وهو يحاول ان يزحف ليجد احد المارة يقول له انت طلعت البيت ده … دا مهجور يا عم بخيت ومسكون وتركه لحال سبيله …
وهنا صاح الديك بصوت مرتفع ليستيقظ بخيت … وهو فى حالة فزع شديد ليجد نفسه نائم على سطوح بيتهم بالقرية وحال لسانه يقول لا مش هسافر مصر انا هشتغل فى الأرض مع أبويا يا أما …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى