مقالات وتحقيقات

سهي سيد تكتب : استغلوا طفولتها واغتالوا انوثتها ٤

كتبت : سهي سيد

بعد أن اجبرت جدتي أمي علي مغادرة البيت في التو والحال وبعد تقاعس ابي عن حمايتها والدفاع عنها من بطش جدتي وتسلطها في موقفا كهذا ،حملت امي حقيبتها وغادرت في صمت تنعي حظها وترثي حالي وما سيئول اليه مصيري..
ولم يقف الامر بالجدة عند هذا الحد ! بل ارسلت بإحضار المختنة علي وجه السرعه لتعاقبها علي إهمالها وتطالبها بإعادة ختاني ثانيا، ولكن المختنة رفضت بشده ما تقترحه
الجدة مؤكدة لها خطورة هذا القرار علي حياتي، فأبدت
الجدة إستيائها وسخريتها للمختنة اشكرك علي نصائحك الغالية لتحتفظي بها لنفسك فهناك كثيرات غيرك يقمن بهذا بإمكانك الانصراف الأن، وما إن غادرت المختنة مجلس
جدتي إلا وقد تبعها وابل من اللعنات والسباب كيف لمثل
هذه البائسة ان تعارضها الراي وتخالف اوامرها??!!!

واستبدا الغضب والعناد بجدتي وآبت إلا أن تنفذ ما تسعي اليه بإصرار وتعمد فقررت ان تستعين بمختنة اخري تجزل
لها العطاء نكاية بتلك المراة المتمردة !! ووجدت ضالتها في مختنة اخري حب المال غايتها والرياء سبيلها للحصول عليه جاءت تقدم فروض الطاعة والولاء لمن سيجزل لها العطاء دون ان تفكر في عاقبة ذلك، وارادت الجدة التنكيل بالمختنة
الاولي فأدعت إهمالها وعدم امانتها بعملها ، وهنا ابدت المختنة الثانيه إستعدادها لتنفيذ رغبات الجدة بلا نقاش، واشارت جدتي الي عمتي ان تهيأني للأمر مرة اخري وان
تعد كل ما يلزم المختنة،سارعت عمتي تلبي اوامر الجدة وتوجهت لغرفتي حيث كنت اجلس برفقة اختي الكبري كما امرتها جدتي بعد مغادرة امنا البيت ،طرقت عمتي الباب طرقة خفيفه قبل ان تدخل علينا لتوجه حديثها لاختي ان تأتيها بأحد اثوابي الواسعة الفضفاضة وتساعدها بتبديل
ما ارتدي، ونظرت اختي لعمتي نظرة إستفهام عن شئ ما فأومأت العمة برأسها لتؤكد مادار بعقل اختي ونظرت كلا منهما للأخري نظرة إستسلام وآسي لقد قضي الامر !!وما
هي إلا لحظات وفوجئت بجدتي وعمتي وزوجة عمي يقفن امامي ثلاثتهن وبصحبتهن إمراة غريبة لا اعرفها وانقبض قلبي منها ،وما إن رايت تلك الحقيبة التي تحملها والمشابهة لحقيبة المختنة الاولي إلا وقفزت من فراشي نحو جدتي امسك بتلابيب ثوبها وأتواري خلفها وانا اصرخ بجزعا ورعب انجديني ياجدتي هذه المراة تريد ان تذبحني هي الاخري، اغيثيني منها لا تتركيها تقترب مني، فألتفتت الي جدتي وامسكت بيدي تصحبني لفراشي وتجلس بجواري تخبرني
ان هذه المراة سوف تعالج جرحي الذي مازلت اعاني منه لان المرأة الأخري كانت مهملة مما ادي الي تلوث جرحي وتجمع الصديد به وهو ما يسبب لي الألم حتي الان، لذلك هي من استدعتها لتعالحني وتطهر جرحي دون اي شعورا بالألم، فانا معك لا تخافي شئ، ولكن كلمات جدتي لم تلق قبول في نفسي ولم تعرف طريقها لقلبي وارتبت الأمر وسألت عن امي اين هي? اريدها معي ولكن جدتي ابدت حزنها تعاتبني الست انا الاقرب اليك من الجميع ? الأن بتي تحبي امك اكثر مني وتريديها هي فضلا عني و شعرت بحزن جدتي واردت تأكيد
حبي لها اكثر من الجميع بما فيهم امي، فنزلت علي رغبتها وإستسلمت لما تمليه علي فصعدت فراشي كما امرتني وإستلقيت علي ظهري وثنيت قدمي وقامت كلا من عمتي وزوجة عمي بتقييدي كما سبق وتم من قبل وتملكني الرعب بالرغم من ان جدتي كانت تمسك وجهي بكلتا يديها محاولة اقصائي عما تفعله المختنة بي وإذا بجدتي تشير لهذه المرأة
إلي جزء ما من اعضائي إشارة معينه وامعنت المراة النظر الي جدتي بدهشة ولكن جدتي رمقتها بنظرة غاضبة مفاداها هل ستخالفينني الراي انتي الأخري ?وسرعان ما تداركت المرأة الأمر وامسكت بالجزء الذي أشارت إليه جدتي بقوة، وبضربة خاطفة كسرعة البرق كانت هذه المراة قد استئاصلت الجزء المشار إليه من جذوره وما كادت تطالع جدتي لتستطلع رأيها إلا وقد صدرت مني صرخة مدوية وشهقة بلا زفيرا اخر تمهيدا لمغادرة الروح لجسدي وكل ما اذكره هذه اللحظة أن اخر ما تلفظت به وانا اكاد احتضر امي امي، واصيب الجميع بالذعر والهلع ما إن شاهدن الدماء تتدفق من جرحي كشلال هادر لا سبيل لإيقافه حاولت المراة ان توقف الزيف بالضغط علي جرحي بقوة ، وسارعت عمتي بإحضار البن المطحون ربما يوقف ذلك النزيف الحاد بينما كانت جدتي تتفحصني برعب لتتأكد إنني مازلت علي قيد الحياة، كانت تضع رأسها علي صدري ويدها بالقرب من فمي وامسكت بيدي لتجدها باردة كالثلج وقد بدت شفاهي تميل الي الزرقة وحينئذ ادركت جدتي خطورة الامر فصرخت بمن حولها البنت
تضيع منا البنت علي وشك الموت إنجدوها واطلقت جدتي لصرخاتها العنان هي ومن معها يستغثن بأبي وبكل من في البيت لينقذني ووصلت صرخاتهن كالطلقات المروعة لأبي واعمامي وكل من بالبيت لتعلن عن وقوع كارثة خطيرة، لينتفض ابي مسرعا يتبعه الجميع حيث مصدر تلك الصرخات وما كاد ابي يصل الي غرفتي إلا وقام بدفع الباب بكل ما أوتي من قوة وما ان توسط الغرفة وشاهد حالتي وانا غارقة في بركة من الدماء التي تتدفق مني بغزارة وجدتي تجلس بجواري منتحبة تقبل يداي وتحاول ان توقظني وإذ به يركض نحوي ويدفع بجدتي بعيدا عني ويضمني إليه بشدة يقبلني بنهم يبكي بدموعا تفوق حرارتها تلك الدماء المتدفقة مني ،محاولا إعادتي لوعيي وعندما فشل بإفاقتي صار يصرخ باعمامي جهزوا السيارة ابنتي تمووت، والتفت نحو جدتي بنظرة ملؤها الندم والغضب مرددا لها إن اصاب إبنتي اي مكروه فلن اعفي إحداكن من العقاب وخاصة انتي (الجدة) وحملني ابي بين ذراعيه ومازالت دمائي تنزف بغزارة تاركة اثرها خلف كل خطوة يخطوها ابي وهو يحملني وانطلق ابي كالسهم يشق طريقه إلي المشفي بصحبة اعمامي بسرعة تسابق الرياح، وما كادت السيارة تتوقف امام المشفي إلا وكان ابي يقفز منها يحملني بين يديه متجها إلي الإستقبال يطلق صرخاته التي رجت جدران المكان ابنتي تموت انجدوها انجدوها وهرع إليه كل من شاهد حالته من طاقم التمريض والاطباء الذين يعرفونه وسارعوا بنقلي إلي اقرب غرفة للكشف واراد ابي مرافقتي ولكن الطبيب رفض بشده وقف الجميع يخيم عليهم الصمت ينتظرون في ترقب ما يحدث وإنهار ابي بالبكاء وهو يتوجه بالدعاء ان ينقذني الله وهم ان يخفي دموعه التي إنسابت رغما عنه وإذ به يجد يداه ملطخة بدمائي ويطالع ثيابه فيجدها الاخري تقطر دما فينتابه الذعر ويتملكه الندم فصار يردد انا السبب في كل هذا انا من دفعت بها للموت بجبني وضعفي وصار يضرب راسه بالحائط من شدة الندم فاسرع اعمامي بالإمساك به وتهدئته
وعلي الجانب الأخر كان خبر نقلي للمشفي بحالة خطيرة قد انتشر ووصل الي منزل عائلة امي اذ كانت قريتنا صغيرة تنتشر بها الاخبار بسرعة فائقة ،وحمل خالي امي وجدتي بسيارته الي المشفي الوحيد بالقرية ما ان وصلهم الخبر، كانت امي تبكي بجزع تتوسل خالي ان يسرع بهم الي المشفي ربما تكون هي المرة الاخيرة التي ستراني فيها
وربما تلك الدقائق التي تفصلها عني هي ماتبقي من عمري
،وكانت جدتي لامي تحاول ان تطمئنها ان الله لن يتخلي عنها وعني ولكنه اراد ان يلقن الجدة المتسلطة درسا قاسيا لترتدع عن تعنتها وتجبرها، وما كادت امي واسرتها يصلوا المشفي إلا وانطلقت امي ركضا تسأل كل من تلقاه عني يتبعها خالي وجدتي الي ان شاهدت امي ابي واعمامي وتوجهت صوبهم وفي هذه اللحظة كان الطبيب قد انهي كشفه محاولا إسعافي قدر إمكانه ولكني كنت بحاجة الي
نقل دم بأسرع وقت ، فخرج الطبيب بوجه عابس ثائر
يصب غضبه علي ابي يخبره ان من قام بهذا العمل الغير آدمي يجب ان يعاقب هو ومن شارك معه ،فالطفلة كادت تفقد حياتها جراء ماحدث لها وانها بحاجة شديدة لنقل الدم فهل من متبرع بينكم يحمل نفس فصيلتها? فكما تعلم لا يوجد بالمشفي بنك للدم وبينما ابي ينصت لما يخبره به الطبيب لا يدري بما يجيبه? بادرت امي بتوجيه حديثها للطبيب بانها امي وان فصيلة دمنا واحدة وان بإمكانه ان يسحب كل قطرة من دمائها مقابل ان يعيد لإبنتها الحياة والتفت ابي خلفه ليفاجئ بامي واهلها ملتزمين الصمت مكتفين بتوجيه نظرات الإتهام اليه والعتاب عليه لضعفه وسلبيته ، واسرع الطبيب بإصطحاب امي لغرفتي لإنقاذي بسحب دمائها ونقلها الي جسدي الواهن لتهبني امي الحياة من جديد بعد ان كادا ابي وجدتي يسلبانني اياها مع سبق الإصرار والترصد!!!…..

كانت هذه مآساتي الثانية التي عانيت منها جراء ختاني
بأسلوبا غير آدمي!! وتبقي المرحلة الثالثه التي تجرعت
مرارتها ومازلت اعاني آثارها حتي اليوم ….

وإلي هنا توقفت ضيفتي عن الحديث علي وعدا منها بإستكمال معاناتها الثالثة والاخيرة بالجزء القادم
(فإنتظروني)

كتبت:سهي سيد

بعد أن اجبرت جدتي أمي علي مغادرة البيت في التو والحال وبعد تقاعس ابي عن حمايتها والدفاع عنها من بطش جدتي وتسلطها في موقفا كهذا ،حملت امي حقيبتها وغادرت في صمت تنعي حظها وترثي حالي وما سيئول اليه مصيري..
ولم يقف الامر بالجدة عند هذا الحد ! بل ارسلت بإحضار المختنة علي وجه السرعه لتعاقبها علي إهمالها وتطالبها بإعادة ختاني ثانيا، ولكن المختنة رفضت بشده ما تقترحه
الجدة مؤكدة لها خطورة هذا القرار علي حياتي، فأبدت
الجدة إستيائها وسخريتها للمختنة اشكرك علي نصائحك الغالية لتحتفظي بها لنفسك فهناك كثيرات غيرك يقمن بهذا بإمكانك الانصراف الأن، وما إن غادرت المختنة مجلس
جدتي إلا وقد تبعها وابل من اللعنات والسباب كيف لمثل
هذه البائسة ان تعارضها الراي وتخالف اوامرها??!!!

واستبدا الغضب والعناد بجدتي وآبت إلا أن تنفذ ما تسعي اليه بإصرار وتعمد فقررت ان تستعين بمختنة اخري تجزل
لها العطاء نكاية بتلك المراة المتمردة !! ووجدت ضالتها في مختنة اخري حب المال غايتها والرياء سبيلها للحصول عليه جاءت تقدم فروض الطاعة والولاء لمن سيجزل لها العطاء دون ان تفكر في عاقبة ذلك، وارادت الجدة التنكيل بالمختنة
الاولي فأدعت إهمالها وعدم امانتها بعملها ، وهنا ابدت المختنة الثانيه إستعدادها لتنفيذ رغبات الجدة بلا نقاش، واشارت جدتي الي عمتي ان تهيأني للأمر مرة اخري وان
تعد كل ما يلزم المختنة،سارعت عمتي تلبي اوامر الجدة وتوجهت لغرفتي حيث كنت اجلس برفقة اختي الكبري كما امرتها جدتي بعد مغادرة امنا البيت ،طرقت عمتي الباب طرقة خفيفه قبل ان تدخل علينا لتوجه حديثها لاختي ان تأتيها بأحد اثوابي الواسعة الفضفاضة وتساعدها بتبديل
ما ارتدي، ونظرت اختي لعمتي نظرة إستفهام عن شئ ما فأومأت العمة برأسها لتؤكد مادار بعقل اختي ونظرت كلا منهما للأخري نظرة إستسلام وآسي لقد قضي الامر !!وما
هي إلا لحظات وفوجئت بجدتي وعمتي وزوجة عمي يقفن امامي ثلاثتهن وبصحبتهن إمراة غريبة لا اعرفها وانقبض قلبي منها ،وما إن رايت تلك الحقيبة التي تحملها والمشابهة لحقيبة المختنة الاولي إلا وقفزت من فراشي نحو جدتي امسك بتلابيب ثوبها وأتواري خلفها وانا اصرخ بجزعا ورعب انجديني ياجدتي هذه المراة تريد ان تذبحني هي الاخري، اغيثيني منها لا تتركيها تقترب مني، فألتفتت الي جدتي وامسكت بيدي تصحبني لفراشي وتجلس بجواري تخبرني
ان هذه المراة سوف تعالج جرحي الذي مازلت اعاني منه لان المرأة الأخري كانت مهملة مما ادي الي تلوث جرحي وتجمع الصديد به وهو ما يسبب لي الألم حتي الان، لذلك هي من استدعتها لتعالحني وتطهر جرحي دون اي شعورا بالألم، فانا معك لا تخافي شئ، ولكن كلمات جدتي لم تلق قبول في نفسي ولم تعرف طريقها لقلبي وارتبت الأمر وسألت عن امي اين هي? اريدها معي ولكن جدتي ابدت حزنها تعاتبني الست انا الاقرب اليك من الجميع ? الأن بتي تحبي امك اكثر مني وتريديها هي فضلا عني و شعرت بحزن جدتي واردت تأكيد
حبي لها اكثر من الجميع بما فيهم امي، فنزلت علي رغبتها وإستسلمت لما تمليه علي فصعدت فراشي كما امرتني وإستلقيت علي ظهري وثنيت قدمي وقامت كلا من عمتي وزوجة عمي بتقييدي كما سبق وتم من قبل وتملكني الرعب بالرغم من ان جدتي كانت تمسك وجهي بكلتا يديها محاولة اقصائي عما تفعله المختنة بي وإذا بجدتي تشير لهذه المرأة
إلي جزء ما من اعضائي إشارة معينه وامعنت المراة النظر الي جدتي بدهشة ولكن جدتي رمقتها بنظرة غاضبة مفاداها هل ستخالفينني الراي انتي الأخري ?وسرعان ما تداركت المرأة الأمر وامسكت بالجزء الذي أشارت إليه جدتي بقوة، وبضربة خاطفة كسرعة البرق كانت هذه المراة قد استئاصلت الجزء المشار إليه من جذوره وما كادت تطالع جدتي لتستطلع رأيها إلا وقد صدرت مني صرخة مدوية وشهقة بلا زفيرا اخر تمهيدا لمغادرة الروح لجسدي وكل ما اذكره هذه اللحظة أن اخر ما تلفظت به وانا اكاد احتضر امي امي، واصيب الجميع بالذعر والهلع ما إن شاهدن الدماء تتدفق من جرحي كشلال هادر لا سبيل لإيقافه حاولت المراة ان توقف الزيف بالضغط علي جرحي بقوة ، وسارعت عمتي بإحضار البن المطحون ربما يوقف ذلك النزيف الحاد بينما كانت جدتي تتفحصني برعب لتتأكد إنني مازلت علي قيد الحياة، كانت تضع رأسها علي صدري ويدها بالقرب من فمي وامسكت بيدي لتجدها باردة كالثلج وقد بدت شفاهي تميل الي الزرقة وحينئذ ادركت جدتي خطورة الامر فصرخت بمن حولها البنت
تضيع منا البنت علي وشك الموت إنجدوها واطلقت جدتي لصرخاتها العنان هي ومن معها يستغثن بأبي وبكل من في البيت لينقذني ووصلت صرخاتهن كالطلقات المروعة لأبي واعمامي وكل من بالبيت لتعلن عن وقوع كارثة خطيرة، لينتفض ابي مسرعا يتبعه الجميع حيث مصدر تلك الصرخات وما كاد ابي يصل الي غرفتي إلا وقام بدفع الباب بكل ما أوتي من قوة وما ان توسط الغرفة وشاهد حالتي وانا غارقة في بركة من الدماء التي تتدفق مني بغزارة وجدتي تجلس بجواري منتحبة تقبل يداي وتحاول ان توقظني وإذ به يركض نحوي ويدفع بجدتي بعيدا عني ويضمني إليه بشدة يقبلني بنهم يبكي بدموعا تفوق حرارتها تلك الدماء المتدفقة مني ،محاولا إعادتي لوعيي وعندما فشل بإفاقتي صار يصرخ باعمامي جهزوا السيارة ابنتي تمووت، والتفت نحو جدتي بنظرة ملؤها الندم والغضب مرددا لها إن اصاب إبنتي اي مكروه فلن اعفي إحداكن من العقاب وخاصة انتي (الجدة) وحملني ابي بين ذراعيه ومازالت دمائي تنزف بغزارة تاركة اثرها خلف كل خطوة يخطوها ابي وهو يحملني وانطلق ابي كالسهم يشق طريقه إلي المشفي بصحبة اعمامي بسرعة تسابق الرياح، وما كادت السيارة تتوقف امام المشفي إلا وكان ابي يقفز منها يحملني بين يديه متجها إلي الإستقبال يطلق صرخاته التي رجت جدران المكان ابنتي تموت انجدوها انجدوها وهرع إليه كل من شاهد حالته من طاقم التمريض والاطباء الذين يعرفونه وسارعوا بنقلي إلي اقرب غرفة للكشف واراد ابي مرافقتي ولكن الطبيب رفض بشده وقف الجميع يخيم عليهم الصمت ينتظرون في ترقب ما يحدث وإنهار ابي بالبكاء وهو يتوجه بالدعاء ان ينقذني الله وهم ان يخفي دموعه التي إنسابت رغما عنه وإذ به يجد يداه ملطخة بدمائي ويطالع ثيابه فيجدها الاخري تقطر دما فينتابه الذعر ويتملكه الندم فصار يردد انا السبب في كل هذا انا من دفعت بها للموت بجبني وضعفي وصار يضرب راسه بالحائط من شدة الندم فاسرع اعمامي بالإمساك به وتهدئته
وعلي الجانب الأخر كان خبر نقلي للمشفي بحالة خطيرة قد انتشر ووصل الي منزل عائلة امي اذ كانت قريتنا صغيرة تنتشر بها الاخبار بسرعة فائقة ،وحمل خالي امي وجدتي بسيارته الي المشفي الوحيد بالقرية ما ان وصلهم الخبر، كانت امي تبكي بجزع تتوسل خالي ان يسرع بهم الي المشفي ربما تكون هي المرة الاخيرة التي ستراني فيها
وربما تلك الدقائق التي تفصلها عني هي ماتبقي من عمري
،وكانت جدتي لامي تحاول ان تطمئنها ان الله لن يتخلي عنها وعني ولكنه اراد ان يلقن الجدة المتسلطة درسا قاسيا لترتدع عن تعنتها وتجبرها، وما كادت امي واسرتها يصلوا المشفي إلا وانطلقت امي ركضا تسأل كل من تلقاه عني يتبعها خالي وجدتي الي ان شاهدت امي ابي واعمامي وتوجهت صوبهم وفي هذه اللحظة كان الطبيب قد انهي كشفه محاولا إسعافي قدر إمكانه ولكني كنت بحاجة الي
نقل دم بأسرع وقت ، فخرج الطبيب بوجه عابس ثائر
يصب غضبه علي ابي يخبره ان من قام بهذا العمل الغير آدمي يجب ان يعاقب هو ومن شارك معه ،فالطفلة كادت تفقد حياتها جراء ماحدث لها وانها بحاجة شديدة لنقل الدم فهل من متبرع بينكم يحمل نفس فصيلتها? فكما تعلم لا يوجد بالمشفي بنك للدم وبينما ابي ينصت لما يخبره به الطبيب لا يدري بما يجيبه? بادرت امي بتوجيه حديثها للطبيب بانها امي وان فصيلة دمنا واحدة وان بإمكانه ان يسحب كل قطرة من دمائها مقابل ان يعيد لإبنتها الحياة والتفت ابي خلفه ليفاجئ بامي واهلها ملتزمين الصمت مكتفين بتوجيه نظرات الإتهام اليه والعتاب عليه لضعفه وسلبيته ، واسرع الطبيب بإصطحاب امي لغرفتي لإنقاذي بسحب دمائها ونقلها الي جسدي الواهن لتهبني امي الحياة من جديد بعد ان كادا ابي وجدتي يسلبانني اياها مع سبق الإصرار والترصد!!!…..

كانت هذه مآساتي الثانية التي عانيت منها جراء ختاني
بأسلوبا غير آدمي!! وتبقي المرحلة الثالثه التي تجرعت
مرارتها ومازلت اعاني آثارها حتي اليوم ….

وإلي هنا توقفت ضيفتي عن الحديث علي وعدا منها بإستكمال معاناتها الثالثة والاخيرة بالجزء القادم
(فإنتظروني)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى