اليوم الثامن
.يولد المرء منا مسلما بالوراثة لا يدرك تعاليم دينه ، ولا يفقه الحكمة من التوجيهات الإسلامية ، ولا يطبق منها إلا القليل ، وبعضنا يطبقها عبر شكليات وحركات تخلو من الروح والمضمون ، وهنا تكمن الإشكالية بين المسلم بالوراثة من غير قناعة وبين المسلم الذي يعمل عقله في البحث عن توجيهات الإسلام وأخلاقه ومبادئه وقيمه .
ومن خلال متابعة سلوك بعض المسلمين في مواقفهم الحياتية وسلوكهم اليومي ترى منهم ما يتنافى مع تعاليم الإسلام التي تحث على الخلق الحسن وحسن التعامل مع الناس ، وعند مناقشة بعضهم تجد أن لديه مشكلة فهم سليم لتعاليم الإسلام وتوجيهاته العامة .
وربما يعود السبب في ممارسة السلوك المخالف للإسلام إلى الإسلام بالوراثة إلى التقليد الأعمى والتأثر بالآخرين ، وربما يعود للواقع الحياتي الذي لم يبقي من الإسلام إلا القشور والمظاهر الشكلية التي لا تؤثر في سلوكه وعاداته .
فكم نشعر بالأسى والحسرة ونحن نرى شيبنا وشبابنا يعيشون التيه والضياع بلا هوية ثقافية وفكرية، وبلا هدف سوف يسعون لتحقيقه !! وكم هو مؤلم درجة فقدان البوصلة التي يجعلون الملايين منهم تفكر بالهجرة خارج أوطانها !! وكم هو مؤلم أن لا نعرف إلى أين نريد نصل ؟ ثم بعد ذلك كله بعضنا يجعل الدين مطية لمأربه ومصالحه .
إسلامنا بالوراثة لن يغير من عجزنا وفسادنا وفقدان بوصلتنا ، وهيهات أن تستقيم أحوالنا ونحن على ما نحن عليه ! والله المستعان .
