خواطر.اليوم الثامن عوض الثقفي يكتب: ربيع… الحب

اليوم الثامن
خاطرة (( ربيع الحب ))
*
*
*
في أيام خضوع قلبي ..
كنت أنفذ أوامر قلبك ..
وأصف أحاسيسي إذا مر موكب غرامك ..
لإلقاء السلام العشقي ..
وإزاحة الحواجز التي تعيق موكبك المهيب ..
للدخول إلى أقصى صدري ..
وكنت أبرر لك كل لحظات الغياب ..
وأتوسل لكبريائي أن يعفو عنك ..
وأزعم للكرامة أن الحب لاكرامة فيه ..
وبعد أن عشقتِ نغمة الاستسلام ولغة الخضوع ..
واستعمرت مساحة القلب ..
غيرتِ دستور الحب ..
فجعلتِ السلطة الأولى لكِ ..
وكأن الحب قيادة قلب لقلب ..
دون الإحساس بمطالب القلب المقاد ..
فمارستِ ماتمارسه السلطنة الجائرة..
على الشعوب الطائعة ..
سيدتي .. حان ربيع الحب ..
وزمن الثورة قد أتى ..
نحن في الحب سواسية ..
وفي المشاعر شركاء ..
ولا يجوز أن تقسم ثروات الحب لطرف واحد ..
فالبقاء في الحب ..
أن ينعم قلبان بتبادل المشاعر ..
يفرحان معا .. يحزنان معا ..
ولفرح أحدهما زوال حزن الآخر ..
ولحزن أحدهما زوال فرح الآخر ..
فما الحب إلا اندماج روحين ..
وامتزاج قلبين ..
في بوتقة الإحساس ..
الذي لايعكر باستبداد طرف على آخر ..
أعلنت ثورتي وعصياني لقناعاتك في الحب ..
فلن أزف إليك سلامي وأخباري وأنت واجمة ..
ولن أرحل إليك كل صباح ومساء كأنك بيت مقدس ..
فقد جربت ذلك زمنا ..
خسرت فيه هوية قلبي ..
وكبرياء نفسي ..
انزلي من برجك الماسي ..
فدولة الحب يحكمها قلبان ..
وإن علا أحدهما على الآخر فسدت ..
لا بقاء للسلطة المتفردة في الحب ..
قراراتنا مشتركة وأحلامنا متحدة ..
وخطواتنا جنبا إلى جنب ..
إن وقعنا في شرك المتاعب كنا سويا ..
وإن قطفنا ورود الفرح كنا سويا ..
لا تعجبي من لغتي المختلفة ..
فقد آمنت بأن ربيع الحب حل وحيد ..
لقهر انتشائك بالانتصار على قلبي ..
وأن ثورتي إما أن تعيد لحبنا صورته الأولى ..
الخالية من التفرد ..
المعلقة على جدار الود تحمل اثنين وبرواز احتواء ..
وإما أن تعيد إليّ هوية قلبي وكبرياء إحساسي ..
لأغادر دولة سلطنة قلبك المطلقة ..
إلى دولة تعترف بسيادة الحب على قلبين ..
يكون فيها الحب ذا اتجاهين لا خمول فيهما .