مقالات وتحقيقات

د.رياض الشديفات يكتب:”على نياتكم…ترزقون “

اليوم الثامن

“على نياتكم ترزقون “
سلامة النوايا والخفايا


هذا القول ليس بحديث؛ ولكنه قول من الحكمة الدارجة التي تتردد على ألسنة الناس، وهذه الحكمة تتحدث عن النية الطيبة، وهذا القول من شقين: الشق الأول: الدعوة إلى سلامة النوايا والخفايا ، والشق الثاني: تتعلق بالرزق بمفهومه الواسع، كالمال والولد والعلم والصحة، وهذه الأرزاق من عطاء الله الرازق ” إنً الله هو الرزاق ” في الرزق الظاهر والباطن .


ولا شك أن النوايا من عالم القلوب العجيب ؛ ذلك العالم متعدد العوالم في داخل كل فرد في هذا الوجود ؛ عالم مجهول عجيب بما فيه من الأسرار والخواطر والهواجس وحديث النفس والأمنيات ، ولا يعلم خفاياه إلا رب العباد ، ويتقلب هذا العالم كما جاء في الحديث : “يا مقلب القلوب ” فهو محل الإيمان والكفر ، ومحل الحب والكره ، ومحل النية الطيبة والخبيثة ، ومحل الخير والشر ، وهو محل نظر الله سبحانه وتعالى : ” إنً الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى اجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ” فالقلب ملك الجوارح ، والجوارح هي الرعايا التي تستجيب لأوامره ” ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب ” .


ولست هنا بصدد التفصيل في ذلك؛ بل الهدف هو الدعوة إلى سلامة القلوب من الأمراض القلبية كالغش والغل والحقد والنفاق والرياء، وسلامة النوايا من الخبث والخداع، فالنية الطيبة نافعة لصاحبها، وهي من أسباب سعة الرزق بمفهومه الواسع، والنجاة في الدارين كونها محل نظر رب العباد،

وفساد النوايا بما يظهر على جوارح صاحبها من الفساد والغش من أسباب نفور الناس عنه، ومن المهلكات عاجلا أو آجلاً ” فصاحب النية سلم، وصاحب النيتين خاب وخسر، ورب العباد يمهل ولا يهمل ” ومن حفر لأخيه حفرة وقع فيها ” والقلب هو المرآة العاكسة لما في داخل صاحبها ، رزقنا الله سلامة النوايا ، والله المستعان .
د. رياض الشديفات / 24/8/2019م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى