مشاهير اليوم الثامن. حسين رياض…عملاق السينما المصرية

كتب:طارق السويسي
حسين رياض…عملاق السينما المصرية وأفضل من قام بدور الاب
نشأته :
سمه الحقيقى حسين محمود شفيق ولد فى حى السيده زينب بالقاهره فى 13 يناير سنة 1900م ….وهو سليل أسرة تركية و والده هو محمود شفيق تاجر جلود…وشقيقه الأصغر هو الفنان فؤاد شفيق،…كان الفنان القدير يتميز بالطيبة والكرم الزائد واحترامه لتقاليد وعادات مجتمعنا الشرقى وكان ديمقراطيا مع عائلته، وترك لكل من أبنائه حرية اختيار الطريق الذى يسلكه فى دراسته وحياته، وكان يحرص على عقد صالون ثقافى أدبى شعرى بالمنزل، كان يحضره الشاعر إبراهيم ناجى وإمام الصفطاوى والموسيقار عبده صالح والفنانة زوزو حمدى الحكيم والفنانة زينب صدقى
بدايته مع المسرح :
==============
كانت بدايته الفنية بعدما ترك الكلية الحربية حيث كون هو ويوسف وهبى وأحمد علام وعباس فارس وحسن فايق، وغيرهم فرقة «هواة التمثيل المسرحى»…. وأوقف حياته على الفن نزولا على نصيحة عزيز عيد وعندما افتتح يوسف وهبى مسرح رمسيس فى أوائل عام 1923 انضم حسين رياض لفرقة رمسيس، ليواصل تألقه وربطت بينه وبين يوسف وهبى صداقة وطيدة ثم انضم لفرقة فاطمة رشدى لعدة سنوات وعمل مع فرقة الريحاني، ومنيرة المهدية، وعلي الكسار.. وقدم للمسرح حوالي 140 مسرحية من أشهرها: ” تاجر البندقية ، أنطونيو و كليوباترا ، القضاء و القدر ،العباسة ، شهر زاد – العشرة الطيبة – مضحك الخليفة – مصرع كليوباترا – الأرملة الطروب ” كما قدم أيضًا نحو 150 عملًا إذاعياً .
سبب تغيير لقبه :
===========
اضطر حسين رياض الى تغيير اسمه من حسين شفيق الى حسين رياض حتى يتجنب المشاكل مع اسرته بسبب دخوله المجال الفنى و لكن عندما لحقه اخوة فؤاد شفيق فى دخول الفن فقد ظهر بإسمه الحقيقى و ذلك بعد رضوخ الاسرة لاتجاههم الفنى بينما فضل حسين الاحتفاظ باسمه الذى اشتهر به و رفض تغييره .
مشواره فى السينما :
===============
وقد بدأت علاقته بالسينما منذ كانت صامتة، ثم قدم فى بدايات السينما الناطقة أفلاماً، منها «الدفاع» و«سلامة فى خير»، و«لاشين» الذى جسد فيه حسين رياض شخصية ملك طاغية، وقد تعرض الفيلم للمنع بسبب ما قيل عن تعرضه لشخصية الملك فاروق التى لعبها حسين رياض .
أفضل من جسد دور الاب :
================
اشتهر الفنان حسين رياض بروعة تجسيده لشخصية الأب الطيب الحنون فى عشرات الأفلام و لقد أكد خلال حوار صحفي له مع مجلة «الكواكب» في 4 فبراير عام 1964، أنه كان يجيد دور الأب لأنه حُرم من عطف والده وهو صغير، بعدما توفي قبل أن يبلغ الحادية عشر من عمره قائلا :«يمكن ده سر إجادتي لدور الأب.. إنى أعيش هذا الدور بكل جوارحي لأعوّض به صباي».
ومن هذه الأفلام رد قلبى و فى بيتنا رجل و حب فى الظلام و لحن الوفاء وموعد مع الحياة و الجسد ورسالة الى الله و شارك فى اعمال دينية منها دور الشيخ ثوبان فى فيلم رابعة العدوية و والد رابعة ايضا فى فيلم شهيدة الحب الالهى مع عايدة هلال و رشدى اباظة و الشيخ سلامة فى وا إسلاماه و فيلم بلال مؤذن الرسول ، لكنه ايضا لعب أدواراً كوميدية مثل دوره فى فيلم اه من حواء و المراهقات و الشيطانة الصغيرة و مافيش تفاهم و أدوار الشر منها دور الباشا فى فيلم شفيقة القبطية و لا تذكرينى .
سر كوب الماء الملازم له فى كل مكان :
=======================
كان الفنان حسين رياض يحرص أثناء تمثيله على خشبة المسرح على وجود كوب من الماء أمامه ليجعله يقوم بالدور باطمئنان بل إن عدم تواجده يجعله يضطرب و يقلق رغم انه كثيرا لا يشرب منه ولكنه كان يطمئن بذلك و حتى في سيارته و بجوار سريره ترمس ماء و يرجع ذلك كما قال فى حوارلمجلة الكواكب فى 4 فبراير عام 1964، إلى حادث وقع له حينما كان في طريقه إلى حلب من دمشق، وكانت الرحلة ستستغرق 7 ساعات في طريق صحراوي، ولكن السيارة تعطلت فجأة وتوقفت تمامًا وعاد السائق إلى دمشق ليرجع بسيارة أخرى. وبقي حسين رياض في الطريق منتظرًا عودة السائق لساعات طويلة تحت حرارة الشمس المرتفعة حيث نفد الماء الذي كان بحوزته فعانى العطش الشديد و من هنا أصيب بتلك العقدة .
أعترف بأدوار لم يحبها ولماذا رفض الانتاج :
===============================
يعترف الفنان حسين رياض بأنه غير راضى عن بعض أدواره قائلا : «رغمًا عني أقبل تلك الأدوار لأني أنفق في الشهر ما بين 300 و400 جنيه !! أكمل على مرتب المسرح منين؟ من الأدوار «الرديئة» في السينما، فدخلنا غير ثابت.. سنة أمثل في 10 أفلام وسنة لا أمثل إلا فيلمين، كل الناس في الدولة يرتفعون في وظائفهم مع مرور السنوات لكن الفنان لا».
واستكمل شكواه من الضرائب قائلًا: «الفنان عندما يشيخ لا يجد ثمن الدواء أو القوت الضروري، كبار الفنانين يذهبون إلى النقابة لتصرف لهم 3 أو 4 جنيهات ! وبعدين الضرائب لا ترحم تعامل الفنان كما تعامل أصحاب المهن الأخرى.. الضرائب تقصم ظهورنا.. ولازم تعاملنا معاملة خاصة».
حسين رياض وبرغم نجاحه كفنان إلا أنه رفض الاتجاه للإنتاج والمكسب قائلا فى ذلك «أنا فنان مش تاجر.. و لا أستطيع الانتاج .. أحمد مظهر وسميرة أحمد خاضا مجال الإنتاج وضاعت فلوسهما.. أكلها عليهم الموزعون لأنهم مش تجار شاطرين ».
وفاته :
========
توفى إثر أزمة قلبية وهو يؤدى دوره فى آخر أفلامه ليلة الزفاف يوم 17يوليو 1965 .

١

