د.رياض الشديفات يكتب:العلاقات الإجتماعية والمثل الشعبي”اليد الفاضية…ربنامايحبها”

اليوم الثامن
بمناسبة المناسبات الاجتماعية والثانوية العامة ومناسبات التخريج الجامعي والأعياد
مثل وتعليق (اليد الفاضية ربنا ما يحبها)
المجتمع الأردني بطبعه يحب التواصل الاجتماعي، ويحب التواصل بين الأرحام والأصدقاء والمعارف والجيران، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش منفردا دون التواصل الاجتماعي مع الناس، في المناسبات الاجتماعية والدينية، وفي حالات المرض والسفر وغيرها، ويتم مراعاة الأعراف السائدة في المجتمع، ومن هذه الأعراف: الزيارة والهدايا، والنقوط، ودعوة الأصدقاء والمحبين والأقارب إلى وجبات الطعام أو ما يسمى ” وليمة ” أو عزومة ” وفي حالات المشاركة يتم الاستدلال بالمثل الشعبي: ” اليد الفاضية الله ما حبها ” .
وحقيقة الأمر أن هذه الأعراف الاجتماعية السائدة أرهقت الناس بسبب كثرة المناسبات الاجتماعية من زواج وخطبة، وثانوية عامة، وتخريج جامعات، وعودة من السفر، وحالات الولادة، وأعياد الميلاد، وعيد الأم، ومناسبات الوفاة، والاعياد الدينية ومناسبات الحج والعمرة التي يترتب عليها بحسب عرف الناس نقوط وهدايا وزيارات، وهذا الواقع الاجتماعي ساعد في تقطيع الصلات والعلاقات والارحام بين الناس للكلفة المترتبة عليه بحسب المثل الشعبي ” اليد الفاضية ربنا ما حبها ” .
وهذا الواقع يتناقض مع توجيهات الشرع الإسلامي التي تدعو إلى التواصل بين الناس بدون كلفة ” فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ” والتواصل وصلة الأرحام والجيران والأصدقاء تتحقق بالزيارة والسلام دون كلفة، وبالاتصال الهاتفي، وبالكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالعبرة بالمشاعر ومشاركة الناس في افراحهم واتراحهم، وليس بالهدية والتكلفة المادية التي لا يستطيع الكثير من الناس فعلها نظرا للظروف المعيشية الصعبة لغالب الناس.
ومن الملاحظات والمأخذ على هذا الواقع من المشاركات الاجتماعية أنها غالبا ما تكون من باب المقايضة ” مقابل الهدية مقابل هدية، ومقابل الزيارة زيارة ” وفي هذا انتفاء لغاية الأجر وتصبح عبء اجتماعي ومادي يخلو من المودة والمشاعر ” مجاملة اجتماعية ” وهذا الحال أدى إلى اختصار المشاركات ، وقلل من الالتزامات الاجتماعية هروبا من هذه الالتزامات المتعبة ومن الممارسات الاجتماعية الخاطئة ، وهنا نقول : أن منطق الدين مقدم على الأعراف الاجتماعية الفاسدة ، وعلى العقلاء إعادة النظر فيها ، وصياغة مواثيق وأعراف تراعي أحوال الناس وظروفهم ، والله المستعان .
د . رياض الشديفات / 24/7/2019م