رؤوف قنش يكتب : يوسف الصديق .. عمل فنى ثرى جدا

اليوم الثامن
فجأة ودون سابق إنذار وجدت نفسى أنجذب نحو الشاشة الصغيرة وأتابع عن كثب المسلسلات التاريخية لما تحمل الكثير من عبق التاريخ وأتصور أن كل مشهد وحركة وكلام قد حدث فى الحقيقة أهى مهارة مخرج العمل أم أداء الممثلين أم كتاب السيناريو والحوار أم أن الكل تعاون نحو إنجاح العمل ومن هذه الأعمال التى رأيتها ولفتت إنتباهى وشاهدته أكثر من مرة هو المسلسل التاريخى ( يوسف الصديق ) ومن وجهة نظرى مسلسل فى منتهى الإبتكار والروعة ولو أذيع مرات ومرات فيما بعد سأتابعه وكأنى سأشاهده لأول مرة وسيكون بنفس النهم وقد يكون أكثر لأن كل مرة أشاهد هذا المسلسل أستفيد شيئ جديد وأحصل على معلومة جديدة ، انا لست داعية إسلامي أو متفقه فى الدين أو صاحب فتوى أو أعتلى المنبر وأخطب فى الناس أنا لست كل ذلك ، فقط لفت نظرى هذا المسلسل والشخصيات التى كانت فى حياة سيدنا يوسف ولانعلم عنها أى شيئ وإستعرضها المسلسل بطريق أراها رائعه بل أكثر روعة ، الشخصيات التى عاصرت سيدنا يوسف من هم ومن هم إخوته ومن الذى إشتراه واسمه ومن هو عزيز مصر الذى إشتراه ومن هى زوجته التى ذكرها القرآن بإمرأة العزيز وماهو اسمها وماهو اسم السجن وماهو اسم الملك الذى عاصره وماهى حياته بعد خروجه من السجن ؟ كلها أشياء كنت أجهلها فجاء المسلسل وإستعرض كل هذه الأشياء بمنتهى التمكن والإبداع والحبكة الدرامية الغير معقولة فاقت الخيال .
لقد شاهدته مسلسل ( يوسف الصديق ) كما ذكرت فى المقدمة أكثرمرة ولا شيئ يجعلنى أضجر وأسأم وأمل من مشاهدته لما فيه من أحداث تجبرنى أن اتابعه وكأننى أرمقها لأول مرة وأكون شغوفا لمتابعة المشهد التالى مع أننى رأيته كثرا من ذى قبل ، يكفى أنى عرفت من هذا المسلسل أسماء شخصيات كنت أجهلها ولا اعلم عنها شيئ وإن عرفت فى الماضى كان قليل عرفت أسماء إخوة يوسف عليه السلام وعرفت ان إخوته قاموا ببيعه إلى أحد التجار وبثمن بخس وكان المشترى هو ( مالك بن زعر ) كنت لا أعرفه ، وبينما كان عزيز مصر يتفقد أحوال سوق العبيد ويتابع بنفسه عملية البيع والشراء وقع بصره على فتى صغير جميل الوجه لكن فى نفس الوقت حزين مغلق الفم والسريره وكأنه نسى الكلام والإبتسام ، وتم عرضه فى مزاد لمن يدفع أكثر وباعه مالك بن زعر لمن دفع ثمن اعلى وكبير وإشتراه عزيز مصر وعرفت أن العزيز إسمه ( بوتيفار ) ايضا كنت أجهله، وإستقل معه عربته التى يجرها حصان وأخذه على قصره وسلمه لمسئولين ليقوموا على زينته وتجهيزه بما يليق بالمكان الجديد حيث خرج من أرض كنعان حيث الصحراء والأغنام ومعاملة إخوته السيئة له وسعيهم الدؤوب للتخلص منه وإلقاؤه فى الجب وبيعه بثمن بخس وزهيد ليتحول وجهته إلى قصر العزيز فى مصر وتم تجهيزه وإرتدى ثياب زاهية وجميلة وإصطحبه عزيز مصر إلى زوجته وعرفت أن اسمها ( زليخه ) وعزموا أن يطلقوا عليه إسم من الأسماء الشائعة فى مصر وهو ( يوزرسيف ) بعدما عزما وإتفقا أن يتخذونه ولد لعله ينفعهم هكذا إتفقا على ذلك ، وإشتد عوده وكبر وأصبح فى أجمل وأبهى صوره وكان بوتيفار كريما وعظيما مع يوزرسيف فرد له الجميل فى زوجته عندما راودته عن نفسه فاستعصم وأبى ودبرت زليخه له المكائد حتى أقنعت زوجها بأن يزجه فى غيابات الجب بعدما إفتضح أمرها ودخل السجن وعرفت أن إسم السجن هو ( زاويرا ) ودخل معه السجن فتيان من هما كنت لا اعرفهما فكان الأول ساقى الملك وإسمه ( بيلا روس ) حيث أيقن ملك مصر بعد وشاية أن الساقى وضع السم فى الشراب فزجه فى سجن زاويرا أما الثانى ويدعى ( ابوبيس ) فقد وضع السم فى الطعام بتعليمات من كاهن معبد آمون وهو ( أليخماهو ) ومساعده ( كيمونى ) اللذان سعيا للتخلص من ملك مصر وكنت لا اعرف اسمه وعرفت أنه ( أمنحوتب الثالث ) الذى كان يكره آمون وكهنة معبده رغم أن عبادته كانت من آلاف السنين وكان يوسف عليه السلام قد انعم عليه ربه بالعلم والحكمة وتأويل الأحاديث وتفسير الرؤيا وما كان من ساقى وواضع السم فى الطعام للملك كل واحد منهم يرى فى منامه رؤيا فقاما بقص رؤيتهما على يوسف فقال إن الساقى سيعفى عنه الملك ويطلق سراحه ويعود من جديد ساقيا للملك أما الثانى فسيعلق حتى تأكل الطير من رأسه ويموت وتم عرضهم على الملك وحكم مثلما حكم سيدنا يوسف من قبل وتحققت نبوءته ومات ملك مصر وتم تعيين إبنه حاكما للبلاد .
كان بيلا روس ساقى الملك همزة الوصل بين يوزرسيف والملك كيف خرج من السجن وعلاقته بالملك الجديد ماهو اسمه وكنيته ؟ وكيف فسر يوزرسيف رؤيا الملك ؟ وماهى الرؤيا وواقعها على مصر وكيف اصبح منصب يوزرسيف الجديد ؟ ومن تزوج وما هو اسمها ومن إختارها له ؟ ودور زليخه فى حياته ، كيف تعرف على إخوته بعد نيف وثلاثين سنه ؟ وماهى حكاية صواع الملك الذى زج فى رحل أخيه ؟ وما الهدف من ذلك وكيف إلتقى والده سيدنا يعقوب عليه السلام وذكره بالرويا القديمة عندما كان صغير ؟ كل ذلك سأرويه كما رأيته فى مسلسل يوسف الصديق فى المقال القادم أو المقالات القادمه إن إتسع الوقت .