عمرو سلامة:فيلم الچوكر فكرني بنظرية الثلاجة.

كتبت:حنان فتح الباب
الچوكر وأسئلة الثلاجة.
- علق الكاتب والمخرج السينمائي “عمرو سلامة” علي فيلم “الجوكر”قائلاَ:
- حكي “تيد تالي” كاتب فيلم “صمت الحملان – Silence Of The Lambs” إنهم لما كانوا بيكتبوا الفيلم، كان بيركز قوي في منطقة الأشياء في السيناريو علشان مايبقاش في “أخرام” في السرد، وكان المخرج چوناثام ديم مش مهتم قوي بالأخرام ديه وكان مهتم أكثر بإن القصة تكون مشوقة.
حكى تيد إن چوناثام ديم كان عنده منطق بيسميه “أسئلة الثلاجة” وهي الأسئلة اللي لا يمكن تخطر في بال المتفرج وهو بيتفرج على الفيلم لو الفيلم عارف يشده من أوله لآخره، وممكن يسألها بعد ما يشوف الفيلم ويروح وينام ويصحى في النص الليل ويفتح الثلاجة يشوف حاجة ياكلها، وساعتها يبدأ يسأل نفسه “هو إزاي حصل كذا في الفيلم مع إن كذا حصل؟”.
چوناثام ديم كان مقتنع إن لو السؤال ماتسألش وقت مشاهدة الفيلم، وإتسأل قدام الثلاجة فهو سؤال مش هنيجي على حساب عامل الإثارة عشان نحله للمتفرج، المهم عنده إن المتفرج يخرج من باب السينما مبسوط، وكل أسئلة الثلاجة لا تخصه.
وتابع “سلامة”من خلال منشور له علي صفحته الشخصية،علي موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: النظرية ديه ممكن يتفق معاها البعض والبعض الآخر لأ، لكن في الحقيقة في إخرام في فيلم عظيم زي صمت الحملان، وبالرغم من كده قدر الفيلم إنه يكسب خمس جوائز أوسكار، بينها أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو، وقدر يكون فيلم كلاسيك يعيش لمدى طويل، ويعتبر من أفضل الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية.
فيلم الچوكر فكرني بنظرية الثلاجة.
وأنا بشوف الفيلم أقدر أعترف إني إستمتعت ويمكن لو كنت هقيمه وأنا بشوفه لحد آخر مشهد كنت هديله ١٠ من ١٠، لكن بعد الخروج من الفيلم التقييم نزل درجة، نمت صحيت نزل درجة كمان، بعدها بكام يوم فتحت الثلاجة ونزل درجات أكثر.
وتساءل المخرج السينمائي:
هل إتنصب عليا؟ ماعرفش، هل قراية النقد أثرت عليا؟
وتابع :يمكن، لكن اللي متأكد منه إن معظم المقالات النقدية ماتكلمتش عن أصلا اللي ضايقني في الفيلم.
— من أول هنا بحذر إن المحتوى يمكن يكون بيحرق حاجات في الفيلم —
سياسيا الفيلم ضايقني، مجموعة أفلام باتمان نولان، وخصوصا الثاني، فارس الظلام، هم يمكن بالنسبة لي من أحلى الأفلام المعمولة عن أبطال الكوميكس الخارقين، ولكن في بطانة سياسية فيهم كانت بتضايقني، كنت بحس إن الأفلام ديه يمينية بعض الشيء، بتقف مع صف السلطة ضد الشعوب، خصوصا فارس الظلام، وكان في إشارة واضحة إن باتمان عمل زي چورچ بوش، وقرر يراقب الشعب كله، لإنه ممكن إختراق خصوصية الناس من أجل حمايتهم، زي “المشروع الوطني” بتاع بوش، وحتى الفيلم الثالث، كان شبه جدا الربيع العربي، وده بإعترف نولان اللي قال إنه إتأثر بيه في الفيلم، وكان واقف في صف السلطة وكان الناس والشعب بيقوموا بنهب وسلب وشغب وفوضى، وكان على باتمان والبوليس إنه يقاوم الشغب والفوضى ديه.
يمكن تكون ديه قراية مش صحيحة مني، لكن ده إنطباعي عامة على قصص باتمان بتاعة نولان.
الچوكر بيقدم نفسه إنه العكس، فيلم عن أنسنة واحد آناركي فوضوي ضد السلطة، وبيحاول بشكل سطحي يكون “ڤي فور ڤينديتا” في نفسه.
لكن على عكس العبقري “ڤي فور ڤينديتا” اللي هو فعلا فيلم ضد القمع، الفيلم هنا بسبب سطحيته أو يمكن بشكل مقصود، ماخلناش نتعاطف مع الناس في ثورتهم، لإنه أصلا ماببرهاش بشكل كافي، ماشوفناش قمع كافي يخلينا نتعاطف معاهم، ثاروا لمجرد إن في واحد لابس مهرج قتل ثلاث موظفين متحرشين!!! وكمان علشان لما ثاروا كانوا مجرد غاضبين ومخربين بلا هدف، أنا في مشهد المترو، تعاطفت مع الشرطة وكنت فعلا ضد الناس، الفيلم كرهني في الناس والإعتراض والثورات وفي الحقيقة خلاني بصرخ جوايا “إقتلوهم كلهم”.
بناء الشخصية نفسه، ماخلانيش أتماهى للحظة مع الجوكر، كنت بتفرج عليه كأني بتفرج على حيوان وحشي في جنينة حيوانات، من أول لحظة هو مجنون، شايل سلاح، وغريب الأطوار، ونص من قتلهم لا يستحقون القتل.
سرديا، أعتقد إن تداخل قصة المنبع بتاعت باتمان في الفيلم مقحمة وأقدر أقول كده “بيئة” ولا تفيد الفيلم، خصوصا، إن من قتل أب بروس وين في الآخر راجل من المجاميع مانعرفوش، مش الچوكر حتى.
برضه “تويست” إن قصته مع البنت خيالية، حركة “بيئة”، ولا تفيد الفيلم قوي، خصوصا إن مشهد إكتشافه ده في بيتها مشهد محبط ولم يتصاعد بعدها أو حتى ماكانش ليه قفلة مرضية.
تمثيليا، فطبعا تمثيل خواكين فينيكس تمثيل مبهر، ولكن مشكلتي معه إنه كان متحفي، أو كان يبقى أليق على مسرحية فردية، كان ممكن يكون على مسرح إسود بيمثل لوحده لمدة ساعتين وكنت هتبسط، لكن في الفيلم، حسيت إن الفيلم مش فيلم عن “الچوكر” بل فيلم عن “خواكين فينيكس بيمثل الچوكر”، الفيلم بيخدم أداؤه أكثر ما بيخدم الدراما، ولو قارناه بفيلم زي “ريڤينانت” فالفيلم كان واضح إنه بيخدم دي كابريو بس بحل وسط ماخلاش الفيلم يكون بيخدم تمثيله بس، بيخدم الفيلم برضه.
أكبر دليل على ده فيديو تشريح مشهد الحمام اللي بتعليق المخرج اللي تم تداوله على النت، في إعتراف إنه تنازلوا عن مشهد بيأنسن الجوكر علشان خواكين فينيكس مش مقتنع وعنده فكرة أحلى إنه يرقص على مزيكا الفيلم.
إخراجيا، طبعا في تغيير جلد مهم ل تود فيليبس، بس كنت أتمنى يكون الفيلم جاي من صوته أكثر ما هو جاي من أهداف ثانية، زي خدمة قيمة الصدمة Shock Value أو خدمة النجم إنه ياخد أوسكار أحسن ممثل، أو خدمة الستايل على حساب الجوهر Style over substance.
أخيرا عندي تعليقات علي الموسيقى وعشوائية إستخدامها، ومشاهد كثير لا تخدم الدراما بل موجودة فقط حتى “يعمل خواكين الشويتين اللي نفسه فيهم”، وعندي تعليق على طول بعض المشاهد الغير مبرر، وعشوائية إستخدام الكوميديا أو “التنفيس”، وعن سطحية مشاهد التنمر على الچوكر في الأول، وغيرهم بس كده ممكن أكتب كتاب.
لكن بأكد إني وأنا بتفرج كنت مبسوط، وإنه فيلم مهم، ويمكن يعيش ويبقى كلاسيك كمان، وتجربة نتعلم منها كثير، وأعتقد نجاحه الجماهيري مفيد للصناعة في العالم كله.
واختتم المخرج عمرو سلامة منشوره قائلاَ:
“ولحد ما روحت فتحت الثلاجة كنت هرشحه بشدة.”
