نقاط علي الطريق
النقطه الأولى
ذهبت صباح اليوم لمكتب بريد وذلك للحصول على حواله بريديه لإبنتى الحاصله على الشهاده الإعدادية لإستخراج ( بيان نجاح ) لتقديمه للمرحله الثانويه وحصلت عليه بعد قضاء اكثر من ثلاث ساعات واقفا أيقنت أن مكتب البريد سيكون على مستوى الحضور ليس كبير ولكن صعقت بأولياء الأمور الكل حضر من أجل الحصول على الحواله البريدية الجو حار جدا العرق يتصبب كماء المطر ( الطابور ) كبير كالعاده نقف طبعا فى الشارع مساحة مكتب البريد صغيره جدا تعادل ( حجرة نوم اطفال ) لاتوجد وسائل تهويه اللهم إلا ( مروحه ) على الحائط أداء موظف الحولات بطيئ جدا لدرجة الإعياء وعندما تقترب من الدخول للمكتب تصاب بالزهق وكثافة العرق وضيق شديد فى التنفس وكل من يأخذ الحواله أجده يقول الحمد لله ويتمتم بالشهاده العدد داخل المكتب بجد رهيب تخيل فى هذه الحجره يوجد اكثر من ( ٤٠ ) شخص ( نفس كحه سعال عطس ) جمهور غير متجانس لا احد يعرف من هو امامك ووراءك وجوارك شيئ مؤسف للغايه هيئة البريد ليست فقيره حتى تكون الخدمه بهذه الردائه وإختيار اماكن لتكون مكاتب للبريد وتستقبل جماهير بهذا السوء نتحمل الإنتظار ونستقبل الدور لكن ليس فى الشارع نحتاج اماكن مغلقه مكيفه مثل البنوك تأخذ رقم تنتظر تجلس على كرسى محترم مكان نظيف وأمن بعيد عن الأتربه والشمس والطابور ( والتحرش )
النقطه الثانيه
ظاهره غريبه الاحظها تقريبا كل يوم الكل يتسابق للجلوس على الكرسى فى وسيلة المواصلات وخاصة ( الأتوبيس والقطار ) تمام هذا حقك ومن حقك تكون أدمى وتتعامل باحترام وآدميه وتجلس على كرسى بما انك دفعت أجرته الطريف فى الأمر عندما يكون شاب صغير جلس على كرسيه تجده طبيعى جدا فى عدم وجود زحام أو بالأحرى الأتوبيس غير ممتلئ ومن محطه لمحطه يمتلئ عن آخره وتجد كبار السن على اقدامهم وعجازاتهم واقفون وعندها تجد الشباب وقد نظروا فجأه الى موبايلاتهم وتصفحوا جرائدهم ونظروا الى الشوارع وكأنهم يشاهدونها لأول مره بدعوه أنهم لا ينظرون داخل المركبه حتى لا يتعرضون للإحراج ومن ثم يهبون قيام ليجلسوا كبار السن مكانهم لاحظت ذلك كثيرا وانا من الناس عندما ارى رجل او سيده وقد داهمهم السن اقف لهم واجلسهم وتجد من هو اصغر منى بكثير يرى ما فعلته ولكنه لم يبالى ولم يكترث ولم اصنع جديد بالنسبه له عزيزى الشاب يوما ما ستكبر فى السن وتتوكأ على عكاز ولن تجد من يقف لك لأنك لم تقدم مايشفع لك .
النقطه الثالثه
تكلمت فى النقطه الأولى عن الطابور والزحام والوقت الضائع الذى نقوم على ضياعه بفعل فاعل وفى هذه النقطه احاول أن استعرض مشهد متكرر وموجود فى كل المساجد ليست بدعه ولا مشهد جديد ولا احكى لكى تمتلأ السطور على الفاضى ولكن اسرد لكم الواقع وتشاهدونه بعيونكم تعلمون جيدا أنه يوجد فى كل مسجد اريكه ( كنبه ) فى اخر المسجد وايضا كراسى ليجلس عليها كبار السن لأنهم متعبون أو شبه ذلك وبكل تأكيد منهم المرضى ولكن ليس كلهم مرضى تجدهم عندما يحضرون للمسجد وقد اتخذوا من الكنبه والكرسى متكأ يصلى وهو جالس عامد متعمد اذا كان ثلاث أو أربع ركعات مع ركعتى السنه والمده لاتزيد عن الوقت ربع الساعه تجده يصلى أمام ربه ولايقوى أن يقف على قدميه ليؤدى فرضه ( هو هو ) نفس الشخص الذى مشى على قدميه من منزله الى المسجد دون أن يساعده احد وقد يمشى اكثر من خمس دقائق وتجده يجرى ( هو هو ) من تجده يقف فى الطابور للحصول على رغيف العيش اكثر من ساعه واقف دون جلوس لأن لايوجد اريكه ولاكرسى( هو هو ) من يقف فى وسيله المواصلات يميل شمالا ويمينا ويعلو وينخفض عند المطبات وقد تطول المسافه بالساعات واقفا على قدميه ( هو هو ) من يقف فى طابور صرف المعاشات وماكينه الصرف الآلى ويقف وقت طويل ( هو هو ) من يفعل كل هذه الأشياء والتى تحتاج لمجهود ويؤديها كما يجب وعندما يأتى للصلاة تجده مريضا سقيما لايستطيع الوقوف أمام ربه ليؤدى فرضه بدعوى أنه غير قادر على الوقوف لأنه مريض وعند فرن العيش والمواصلات وصرف المعاشات الصحه تمام .