مكاري زكي يكتب: غدا… يوم جديد

اليوم الثامن
غدا يوم جديد
فى بداية عقد التسعينيات من القرن الماضى ، قامت إحدى وكالات الأنباء باستقصاء فريد ، كلفت فيه (٧٤) شخصية بارزة بكتابة مقالات قصيرة حول تصوراتهم لما سيكون عليه شكل الحياة بعد مائة سنة، وقد نشرت هذه المقالات فى بعض الصحف الأمريكية ، كنوع من الترويج الإعلامى صاحب إقامة أحد المعارض العالمية فى مدينة شيكاغو فى عام ١٨٩٣.
وظلت تلك التصورات حبيسة تلك الصحف ، حتى عثر عليها ” ديف والتر ” مؤلف كتاب( Today Then ) وهو مشتغل بالتاريخ ، فنفض عنها التراب ، ونسق بينها ، وقدم لكل شخصية من المشاركين فى ذلك الاستقصاء القديم ، فأعطى القارئ المامة سريعة .كما كتب مقدمة وافية حول أهم ملامح الحياة قبل قرن من الزمن.
فهل اليوم نعمل من أجل غدا ؟
اذا تصورنا غدا فماذا يكون !
غدا يبدأ من اليوم ويستمر الغد من اليوم الجديد
ولأن المعرفة أهم من الثروة وأهم من القوة فى عالمنا المعاصر وهى الركيزة الأساسية فى بناء المجتمعات ، بالمعرفة قد عبر العالم عصر التجارة إلى عصر الصناعة فعصر الكهرباء إلى عصر الفضاء ، بل هناك من استقر فيه ويتطلع إلينا من فوق، ويرانا ونحن ما زلنا نغرق فى مشكلات كثيرة ، مقلدين العالم فى إنتاجه العلمى ولكننا لا نسايره فى عجله تقدمه .
فإذا أخذنا تجربة ” ديف والتر ” نجد أن
مصر هى أم الحضارات وأصلها، فقد شهد العالم بها .
جاءوا إلى معابدنا وآثارنا يقرؤون على احجارها رموز تقدمنا وصوره، وفتشوا فوق ألواح الأبنوس عن الأسرار التى عاش بها أجدادنا.
قد برعوا فى علوم الطب والهندسة والفلك .
