خواطر اليوم الثامن
أنا أكذب يا صديقي طوال اليوم…
أخبر الناس بأشياء علي غير ما أضمر…
أعينهم علي أوقاتهم الصعبة و لا أقدر علي أوقاتي…
لا أحد يعينني علي أيامي و تأبي أيامي العوْن…
أقيم أفراحاََ و أقرع الطبول و أصنع كثير من الضجيج علي ضفاف القلب لأخفي ما يحدث في منتصفه…
هناك…في منتصف القلب….ما زلت أشاهد ذلك الفيلم و لم أمل منه بعد…
مازلت أحب القراءة و النساء و الكمان و الزحام…
ما زلت أجلس مع صديقي تهتز أجسادنا و تدمع عيوننا من الضحك…
مازال صديقي علي قيد الحياة…
مازلت ألامس بأصابعي وجه حبيبتي و أغرق في نظرة عينيها و هي تبتسم لي…
مازالت حبيبتي تسكن بجواري…
مازلت مسترخياََ في ذلك الحضن الدافيء…
مازال الحضن باقياً لم يرحل…
مازلت جالساََ علي ذلك الكرسي مغمضاََ عيني واضعاََ ساقاََ علي ساق و أنصت بكل كياني لتلك الجملة الموسيقية…
مازلت أتعلق ببنطال أبي محتضناََ ساقه اليمني…
مازلت أحلم بأشياء توقف إنتاجها منذ ربع قرن…
مازلت أنتشي بجنون لا أعبأ بالموت…
مازلت غارق في نوم لا يعرف الكوابيس علي ذلك الفراش الوثير علي صوت مذياعنا القديم يخرج منه صوت حليم يشدو ( الحلوة حياتي )…
مازلت أبتسم ابتسامة غير مكسورة…
مازلت أحبو..
مازلت خائف جداََ…
مازلت أبكي عندما تتركني أمي علي الفراش و تذهب لتباشر الطعام المتروك فوق النار…
أنا أكذب يا صديقي فهناك في منتصف القلب حريق هائل يأكل بيوت القرية الصغيرة دون أن يشعر أحد فالجميع يصفق بحماس و يرقص بجنون في الحفلة المقامة علي الضفاف…
عبد المنعم هلال
القاهرة 4/12/2019
