أشرف رضا يكتب : مملكة الجبل الأصفر والخطر المحدق

كثيراً ما نتفاجأ بالجديد بما يخص الحدود المصرية ، فقد ظهرت كارثة جديدة لا ادري لماذا يغفل عنها الإعلام المصري أو يتجاهلها بهذا الشكل، هذه الكارثة يجري الإعداد لها على الحدود المصرية السودانية ،وهى إقامة دولة جديدة تسمى مملكة الجبل الأصفر ، تقع علي الخريطة بين مصر والسودان بالقرب من منطقة حلايب المتنازع عليها لتكون وطن للاجئين العرب والمسلمين الغير معترف بهم ، وتبلغ مساحتها ما يقارب 3000 كم² تقريباً ، وستكون دولة إسلامية عربية يتم البدء في وضع حجر الأساس لها بداية عام 2020 المقبل، وسوف تتمتع الدولة الحديثة بالخصائص السياسية واللوجيستية مثل دول العالم الأخرى ، وستشهد نظام حكم ملكي مكون من ملك الدولة وطاقم مستشاري الملك الذي لم يتم الإفصاح عنه حتي الآن، كما سيتم تأسيس هيئة حكومية ومجلس وزراء وإقامة العديد من الوزارات لتنظيم وإدارة مؤسسات تلك الدولة .


وترجع بداية إقامة هذه الدولة عندما قام مغامر أمريكي عام 2016م ، بإعلان مملكة شمال السودان على هذه المنطقة ، وقام بتنصيب نجلته ملكه عليها ، الأمر الذي مر في حينها كأنه طرفة أو شئ من قبيل التنكيت ، ولكنه لم يمر مرور الكرام على الأجهزة الدولية ، وتلقت الأمر بجدية وعملت علي الاستفادة منه ، ربما في إطار صفقة القرن المجهزة لتصفية الدولة الفلسطينية ، وفجأة وبدون مقدمات تم الإعلان يوم الخميس الموافق 5 سبتمبر2019م ، عن قيام مملكة الجبل الأصفر.
وفجأة أُعلنت يوم الخميس الماضى 5 سبتمبر ، بمدينة اوديسا بأوكرنيا ، نادرة وليد ناصيف ، رئيسة وزراء المملكة من أصل لبناني ، في بيان لها عن قيام مملكة الجبل الأصفر فى هذه المنطقة وتشكيل حكومة أعضائها من عدة دول عربية وإسلامية ، وإنها ستكون دولة للاجئين والمحرومين من حقوق المواطنة فى الوطن العربى ، لتكون دولة نموذجية لإيواء الأطفال والمسنين والرجال والنساء الذين أجبروا علي النزوح ومغادرة أوطانهم بسبب الحروب.بما يمكن تفسيره على إمكانية توطين اللاجئين الفلسطينيين ، وبالتالى تصفية القضية وحل مشكلة اللاجئين بصفة عامة واللاجئين الفلسطينيين بصفة خاصة ، ويتوقع توطين اكثر من 20 مليون لاجئ بها حتي عام 2040 ، ويقتصر الحصول علي الجنسية على الأشخاص المتضررين من الحروب والمشاكل السياسية ، أو المجاعات والكوارث الطبيعية التي تسبب الهجرة والبحث عن ملاذ آمن للاستقرار واستمرارية الحياة .
ومع التقليل من أهمية هذا الإعلان من جهة المسئولين المصريين ، ووصفه بأنه ليس له أي سند، أو وجود حقيقي على الأرض، وهو عبارة فقط عن تحركات إعلامية ليست لها أي قيمة ، وليس صحيحاً أن تلك الأراضي تقع في منطقة ليست خاضعة للسيادة المصرية ، وأن أي دعوة للاستيلاء على أي أراض مصرية فالقانون الدولي يضمن لمصر حقها في الدفاع عنها بقوة السلاح ، فقد أعلنت ، نادرة ناصيف ، عبر موقع خارجية مملكة الجبل الأصفر ، أنه سوف يخرج ملك مملكة الجبل الأصفر ، وعدد من أعضاء الدولة في مؤتمر ومنتدى أمام الصحافة العالمية خلال أيام للحديث بشكل مفصل عن الدولة وطرح كافة الملفات المتعلقة بها ، وشرحها بشكل وافي .


الخطورة في إقامة هذه الدولة كبيرة لأبعد الحدود ولا يعلم عواقبها إلا الله وحده ، فما الذى يضمن ألا تضع عليها أمريكا قواعدها ، أو تضع عليها اسرائيل قواعد لها ، فإقامة هذه الدولة فى موقعها هذا إذا كان الأمر صحيحاً ، يعتبر شوكة فى ظهورنا قد تقضى علينا ، فلابد من العمل على التصدى لها بالاتفاق مع السودان ، والتحلي ببعد النظر لموجهة عواقب وخطورة إقامة هذه الدولة إن صحت تلك التحركات لإقامتها .