مصطفي التوتي يكتب: رجال الشرطة المصرية” كل عام وأنتم بخير

اليوم الثامن

منذ عام 2009 أقرت الدولة المصرية يوم الخامس والعشرين من يناير من كل عام عيداً للشرطة المصرية واعتباره يوم أجازة رسمية يرجع ذلك الى الدور الذى قام به رجال الشرطة البواسل في معركة الإسماعيلية عام 1952 حيث تصدوا لقوات الاحتلال الانجليزى و سجلوا ملحمة وطنية خالدة حين طالبهم الاحتلال بعد محاصرتهم فى ثكناتهم بتسليم أسلحتهم وترك مدن القناة إلى القاهرة ؛ إلا أن إيمان هؤلاء الرجال بدورهم فى حماية وطنهم وتأمين شعبه جعلهم يقفون بمعداتهم البسيطة أمام قوات الاحتلال بدباباتهم ومدرعاتهم ليسجلوا أروع الأمثلة في التحدي والصمود وتحقيق شعار الشرطة فى خدمة الشعب حتى سقط منهم خمسون شهيداً وثمانون جريحاً .

تحل يوم السبت الخامس والعشرين من يناير 2020 الذكرى الثامنة والستون لهذه المناسبة التاريخية،وخلال هذه الفترة والعلاقة بين الشرطة والشعب بين الصعود والهبوط تبعاً لما يريده النظام فالشرطة أما أداة الحاكم فى تطبيق القانون أو سلاحه في قهر الشعب ولعل الخيار الثاني كان الأرجح في الفترة الاخيرة قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير فقد كانت ممارسات الشرطة وتجاوزتها من أسباب قيام الثورة.

فشتان بين رجال وزارة فؤاد سراج الدين وزير الداخلية فى 1952 الذين ضحوا بأنفسهم لأجل مصر وشعبها ،وبين رجال حبيب العادلى وزير الداخلية فى 2011 الذى عاث فى الأرض فساداً فحول جهاز الشرطة من حامى للبلاد والعباد الى عصا لحاكم يقهر بها شعبة؛ على كل حال قد ولى وولى عهده وأطاحت به و بنظامه ثورة عظيمة ؛إلا أن ذلك ترك جرحاً كبير بين رجال الشرطة والشعب ؛ لكن يقين رجال الشرطة علي العودة إلي صفوف المواطنين وخدمتهم جعلهم يحاولون إعادة العلاقة مع الشعب حتى جاء يوم 30من يونيو ثورة عظيمة استغلها رجال الشرطة ليثبت للشعب أن أبناء رجال الشرطة البواسل الذين ضحوا بأنفسهم فى معركة الإسماعيلية مازالوا موجودين وأنهم مهما حادوا عن الطريق راجعون تلاحمت الاكتاف ورفعت الأيدي الشرطة والشعب يد واحدة ومن يومها أيقن رجال الشرطة دورهم في حماية وطنهم وأمن شعبه فقدموا أنفسهم فداء لشعب مصر ولعل أعداد الشهداء والمصابين في سجل وزارة الداخلية دليل علي ذلك.

لقد اثبت رجال الشرطة أنهم على الطريق ولن يحيدوا عن دورهم وواجبهم وأنهم سائرون على درب أسلافهم البواسل الذين ضحوا من أجل رفعة وطنهم في معركة الاسماعيلية وغيرها من المعارك . تحية لكل رجال الشرطة الشرفاء الساهرين على راحة الشعوب وحماية الاوطان والحب والتقدير لكل شهدائنا البواسل نسال الله جل وعلا أن يكونوا فى عليين مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسُن أولئك رفيقا.