مقالات وتحقيقاتمنوعات

حنان فتح الباب تكتب: حنين…الروح

اليوم الثامن


تتعاقب الايام يوم يلو الاخر،لتصنع لنا نسيج حياة تسير بسرعة ثابتة ، دون توقف،امام ما يعترينا من مشاعر متابنة او احداث لابد لها ان تحدث، مادامت هي تدور كساقية لا تعبأ بمن يتعلق بها..

وطبقأَ لقوانين الطبيعة ،كان لابد لنا ان نكون جزأَ من هذا النسيج يرتبط بعضه البعض بعلاقات ،تتفاوت فيما بيننا بين القرب والبعد او التأرجح في المنتصف،


يمر الكثيرون من خلال هذة العلاقات ،إلي حياتنا اليومية ،،منهم من تسقطه الذاكرة ومنهم من يتشبث بها جيدا اما بمواقف طيبة القول والعمل،او العكس ولاتقاس العلاقات بدرجات القرب او البعد،فربما ذلك البعيد هو الاقرب الاحن ،هو من يمنحك وجوده الحياة وتستمد منه تلك الطاقة العجيبة التي تمكنك من الإستمرار في نفس الروتين كل يوم.
واحياناَ يكون اقرب الاشخاص إلينا ظاهريأَ هم من يفسدون حياتنا ويطفئون نور قلوبنا هم اشبه بمصاصين الدماء في الاساطير القديمة،فهم يستنزفون دماء حياتنا قطرة تلو الاخري.
أحترم علاقات تبادل المصالح الواضحة والمباشرة ،وابغض تلك التي تتسم بالنفاق والرياء والإستغلال ،في هذا النوع من العلاقات تجد الطرف الأناني فيها ،دائما ما يقنع نفسه انه الاذكي والأدهى فهو إستطاع أن ياخذ ما اراد من الطرف الاخر علي حين غره من روحه،او يشعر بالزهو والتفاخر بينه وبين نفسه انه استطاع بدهائه”نفاقه” ان يخدع الطرف الأخر ونجح فيما فشل فيه أنقياء القلب والروح.


هذا هو الفباء المستفحل بعينه ،لأن من ظن انه خدعهم بمعسول القول والمواقف التي تحمل في باطنها العذاب وظاهرها الرحمة،هم فقط كانوا يكنون له كل الحب والعواطف الحقيقة، بحكم الصداقة او قرابة الدم او حتي علاقة رومانسية ،لهذا السبب كانوا يتظاهرون بتصديق ما يفعل او يقول املا في أن يصبح في يوما ما حقيقة،ولكن هيهات فقد تملك غرور الدهاء منه وفي هذة الحالة يتملكنا نحن ايضا حالة الإستغناء.


وعلي الجانب الإخر من الروح تقف هناك علاقات لا هي عابرة ولا هي قادمة ،هي فقط تركت أثناء المرور بنا حالة من الوهج الروحي ،الذي يجعلك تحب الحياة وتقبل عليها، وان تركتها تتمني ان تلتقي بهم في الحياة الاخري ،لم يأتي هذا الشعور من فراغ لانهم يملكون من جمال صدق المشاعر وما حباهم به الله من حب الخير الكثير والكثير… هم فقط يريدون ان تكون سعيدا.

ويأتي الحديث هنا عن
حنين الروح…وما ادراك ماهو حنين الروح؟
هو حنين الي تلك القلوب التي احتضنت قلوبنا في لحظات ضعف مميتة،كادت ان تهوي بنا الي قاع بئر الأحزان اللانهائي، هو حنين الي كل من مر في حياتنا وترك أثرا جميلاَ في نفوسنا،ربما كان هذا الأثر إبتسامة عابرة في وجهك تمنحك التفاؤول بالحياة ،او كلمة طيبة زرعت نبتة من الخير بداخلك.
هو حنين الي من علمونا ان جبر الخواطر ،نعمة وهبة من الله منحك اياها حبا وليس أختبارا،هو يريد فقط أن يجبر بخاطرك بما لايخطر لك علي بال.
تحن الروح إلي اولئك الراحلون حياة او موتاَ ولكنهم تركوا في نفوسنا أثرأ مضيئاَ نهتدي به في دروبنا ، نبتسم ونتمني ان تعود كل لحظة جمعتنا بهم،ونتمني لهم سعادة تملأ دنياهم ، الي ان نلتقي هنا او علي الشاطئ الاخر لحياة ابدية لا فراق فيها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى