مقالات وتحقيقات

أشرف رضا يكتب : أصحاب المبادئ وأصحاب المصالح

نعيش زمانً تتصادم فيه ما بين أصحاب المبادئ والقيم  والتمسك والتشبث بها ، وما بين أصحاب المصالح والنفاق والكذب والرياء ، فدائماً ما نجد في حياتنا أصحاب مبادئ ، وأصحاب مصالح ، فيسعى أصاحب المبادئ لتطبيق مبادئهم مهما تغيَّرت الظروف ، ويسعى أصاحب المصالح لتحقيقها مهما كلفهم الأمر، فتجد أصحاب المبادئ مثاليين  جداً ، ويطمحون لتحقيق كل ما يتفق مع مبادئهم ، وأصاحب المصالح واقعيين جداً، وعمليين جداً جداً، واللي يغلبوا به يلعبوا به ، وأصاحب المبادئ من الصعب تغيير مواقفهم أو العدول عنا ، وأصاحب المصالح جاهزون دائماً لتغيير مواقفهم بناء على متغيرات الأحداث والحوادث.

وأصحاب المبادئ دائماً ما يتصادمون مع الجميع ، بينما أصحاب المصالح يجيدون اللعب من خلف الكواليس، ولا يلجئون إلى أي مواجهات ، وأصحاب المبادئ تعتبر مبادئهم بوصلة تضبط تحركاتهم ، ويُستعينون بها لتحديد أهدافهم وقيمهم الذاتية ، وهى مرجعهم الفكري الذى يتم اتخاذ قراراتهم  على أساسها ، لتحقيق هذه الأهداف بعيداً عن الغوغائية، والتشتت، والتناقض ، فهناك من يفضل التضحية بكل ما يملك لأجل مبادئه ، هناك من يفضل تفويت الفرص وتضييع المغريات لأن مبادئه لا تقبل الخطأ، وعلى النقيض هناك من يبيع كل شيء، ضمير وقيم وأخلاق ، فلا حياة دون كرامة، ولا كرامة دون مبادئ .

فالنفس البشرية أمارة بالسوء، والوقوع في مستنقعات السوء يبدأ بالتخلي عن المبادئ والقيم، وطبعاً قبلها الدين، كونه هو أصل القيم والمبادئ التي كرم الله بها بني آدم على العالمين ، فلا عزة لإنسان لا يصر على العيش عزيزاً، ولا خير في إنسان يرى الحق ولا يتبعه ويرى الباطل فيهب منغمساً فيه.

فما قيمة الإنسان بلا مبادئ ؟ ما قيمته وهو يتخلى عن فطرة الله التي خلقه عليها ؟ فقد خلق الله الإنسان بفطرة الخير التي زرعها فيه ، فيجب عليه أن يصونها ويتصدى لأية مؤثرات تجعله يتحول لإنسان لآخر دنيء.
لذلك لا عيش كريم لإنسان لا يملك مبدأ ولا يملك قيماً، فليس العيش الكريم بالمال والجاه بقدر ما هي الكرامة التي منبعها رضا الإنسان عن نفسه، وعن تصرفاته وأفعاله، وحرصه أن أفعاله ترضي الله ولا تغضبه ، فحينما تقتل المبادئ وتضيع القيم ، يطغى كل شر ويسود الكذب ويعم النفاق وتكثر الخيانات وتقل البركة ويزيد الفساد، ومهما حاولنا إصلاح الأمور لا نجد التوفيق من الله عز وجل.

فالأقوياء والأمناء فقط هم أصحاب المبادئ والقيم، والذين تنصلح بهم الأمم ويكتب الله بجهودهم الخير، كما أخبرنا المولى عز وجل فى كتابه الكريم بشأن سيدنا موسى عليه السلام، (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) صدق الله العظيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى