مال وأعمالمقالات وتحقيقات

ايمن حسن النجار يكتي: الذكاء الاصطناعى واثره على التنمية الاقتصادية

ايمن حسن النجار يكتي: الذكاء الاصطناعى واثره على التنمية الاقتصادية

اليوم الثامن/القاهرة

ايمن حسن النجار


يعرف الذكاء الاصطناعى بأنه سلوك وخصائص معينة تتميز بها برامج الحاسب الالى وتجعلها تحاكى قدرات البشر الذهنية وأنماط عملها، وأبرزها القدرة على الاستنتاج، والتعلم، ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج داخل الآلة، والتشخيص الطبى، ومعالجة اللغات الطبيعية وترجمتها، وألعاب الفيديو، وتداول الأسهم، والقانون، وتمييز وتحليل الصور، ولعب الأطفال، والاكتشافات العلمية، والتحكم الآلى، وتمييز الأصوات.
وانبثق الذكاء الاصطناعى من أنماط الوظائف غير الاعتيادية فى تطبيقات الحاسب الالى التى بدأت فى التبلور عندما نقل المبرمجون بطريقة المحاكاة نماذج من عقول البشر المتميزين فى العالم فى بعض المجالات العلمية والرياضية، والفكرة ذاتها بعد التطوير أصبحت تهدد باستبعاد البشر من وظائفهم، فالآلات التى يتم برمجتها فى عالم الذكاء الاصطناعى تؤدى وظيفة الإنسان على أكمل وجه، بل وتؤديها بلا أدنى مضاعفات أو تكاليف، ولهذا فقبولها وارد وإقبال أهل المال والأعمال عليها شديد ومتلهف فآلة واحدة يمكنها أن تقوم بعمل 5 موظفين وأكثر دون أية تكلفة اقتصادية .
فالأهمية الكبرى لمستقبل الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته فى عالم البشر تظهر فى الأولوية التى توليها دول العالم للثورة الصناعية الرابعة ورافدها الأبرز الذكاء الاصطناعى، والتسابق المحموم بينها للتحول نحو الثورة الصناعية الرابعة فى شتى مجالات الحياة، خاصة المصانع والقطاعات الخدمية والطبية، وهو ما سيؤثر بالتبعية على طبيعة ونوعية المهن المتاحة للإنسان فى المستقبل .
ففى عام 2017، كشفت الصين – التى تتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية على المقعد الأول عالميا فى الذكاء الاصطناعى – عن خطة طموحة للاستثمار فى هذا المجال، وخصصت لها مبلغ 22 مليار دولار على مدى 5 سنوات، وفى يناير الماضى وقعت الإمارات اتفاقية تعاون مع المنتدى الاقتصادى العالمى لإنشاء مركز الثورة الصناعية الرابعة فى الإمارات بهدف إعطاء دفعة للحصول على تقنيات المستقبل.
وخلال العقدين الأخيرين كثر الحديث عن الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته كعلم قد يصنع مصيرا جديدا للبشر، ويعود تاريخ تطبيقات الذكاء الاصطناعى عندما بدأ العلماء منتصف القرن الماضى باستكشاف نهج جديد من أجل بناء آلات ذكية، وبناء على الاكتشاف الحديث فى علم الأعصاب، وتطور علم التحكم الآلى من خلال اختراع الحاسوب الرقمى وتم اختراع آلات يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابى الإنسانى .
ثم شهدت أبحاث الذكاء الاصطناعى فى بداية عقد الثمانينيات اهتماما جديدا على طريق النجاح التجارى للنظم الخبيرة التى تعتبر من برامج الذكاء الاصطناعى التى تحاكى المهارات والمعرفة التحليلية لواحد أو أكثر من الخبراء، وفى التسعينيات حقق الذكاء الاصطناعى نجاحات كبيرة، ومع بداية القرن الواحد والعشرين تم استخدم الذكاء الاصطناعى فى توجية قائد السيارة واستخراج البيانات اللوجستية، وصناعة التكنولوجيا، والتشخيص الطبى.
وتجدر الاشارة هنا الى ان الثورة الصناعية الرابعة قامت علـى أسـس وقواعـد المتمثلـة فـي تطـور تكنولوجيا الكمبيوتر والإنترنـت، وتعتمـد علـى ربـط ودمـج العلـوم الفيزيائيـة أو الماديـة بالأنظمـة الرقمية والبيولوجية في عمليات التصنيع ، أو بمعنى آخر تهيئة أنظمة آلات بحيث يتم التحكم فيها إلكترونيـاً.
ومن أهم ايجابيات الثورة الصناعية الرابعة:-
أولا: تحقيق معدلات عالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية
ثانيا:تحسين ورفع مستوى الرعاية الصحية للإنسان
ثالثا: اختصارالكثير من الوقت في عملية التطور، وتعميم منجزاتها على العالم
رابعا: خفض تكلفة الإنتاج وتأمين خدمات ووسائل نقل والاتصال بكفاءة عالية وثمن أقل.
ومن أهم سلبيات الثورة الصناعية الرابعة:-
1-هيمنة الشركات الكبرى على الإنتاج الصناعي واضـمحلال دورالشـركات المتوسـطة والصـغيرة في العملية الإنتاجية
2-اتساع نطاق البطالة حيث أن الصـناعة والتطـور التكنولـوجي السـريع مـن شـأنها تقلـيص فرص العمل .
3- تمس الفئات الوسطى والدنيا أوأصحاب “الوظائف البسـيطة”التـي لا تحتاج إلى خبرات علمية وتقنية عالية
4-تحقق عدم المساواة واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
5-تفرض تحديات غير مسبوقة على المجتمعات البشرية ومن أمثلتها ما يلي :-
أ-تشترط إعادة هيكلة اقتصادية شاملة
ب-تلحق بالهيكلة الاقتصادية الشـاملة بالضـرورة هيكلـة اجتماعيـة وسياسـية، لأن تحقيـق أهداف “الثورة الصناعية الرابعة “يتطلب بنية اقتصادية واجتماعيـة وسياسـية متطـورة، بمـا يتــواءم مــع المضــمون الجديــد الــذي تفرضــه هــذه الثــورة”لمفهــوم التنميــة الشــاملة والمستدامة.
ج-القدرةعلى تحمل نتائج تغير القيم الثقافية والاجتماعية، التـي سـتفرض علـى هـامش “الثورة الصناعية الرابعة.”ولمواكبة الثورةالصناعية الرابعة وتغيراتها المتسارعة.
مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي:-
يستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المجـالات العسـكرية والصـناعية والاقتصـادية والتقنيـة والطبية والتعليمية والخدمية الأخرى… ومن بين أهم تطبيقاته ما يلي:-السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار.-الانسان الآلي ) الروبوت ( وهو جهاز ميكانيكي مبـرمج للعمـل مسـتقلا عـن السـيطرة البشـرية ، ومصمم لأداء الأعمال وانجـازالمهـارات الحركيـة واللفظيـةالتـي يقـوم بهـا الإنسـان ،فضـلا عـن استخداماته الأخرى المتعـددة بالمفـاعلات النوويـة واكتشاف الألغام وصناعة السيارات وغيرها من المجالات الدقيقة….-التحكم اللاخطي كالتحكم بالسكك الحديدية -الأجهزةالذكيةالقادرةعلـى القيـام بالعمليـات الذهنيـة كفحـص التصـاميم الصـناعية ،ومراقبـةالعمليات واتخاذالقرار.-المحاكاة المعرفية باستخدام أجهزة الكمبيوتر لاختبار النظريات حول كيفية عمـل العقـل البشـري والوظائف التي يقوم بها كـالتعرف علـى الوجـوه المألوفـة والأصـوات أو التعـرف علـى خـط اليـد ومعالجة الصور واستخلاص البيانات والمعلومات المفيدة منها وتفعيل الذاكرة. -التطبيقات الحاسوبية في التشخيص الطبيب العيادات والمستشفيات واجراءالعمليات الجراحية، برامج الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاقتصادية كالبورصة وتطوير أنظمة تداول الأسهم-برامج الألعاب كألعاب الشطرنج وألعاب الفيديو.-عناقيد جوجل البحثية على جهاز الحاسب.
متطلبات الدولة المصرية لتفعيل الذكاء الاصطناعي:-
انطلاقا من حرص القيادة الرشيدة برئاسة السيد الرئيس / عبدالفتاح السيسى علـى تحقيـق السـبق والريـادة في كافة مجالات التنمية فقد اعتادت عدم انتظار المستقبل، بل الدخول إليه والتنافس على تقنياتـه واستباق تحدياته ووضع الحلول الناجحة له، وهذا الـذي يفسـر توجـه الدولـة نحـو تقنيـات الجيل الرابع من الثورة الصناعية والمتمثلة في الذكاء الاصطناعي، الذي يعد لغة المسـتقبل التـي لا محيــد عــن إدراك أبجدياتــه والقضــاء علــى الأميــة فيــه ،انطلاقــا مــن اعتمــاد الصــحة والتعلــيم والخدمات والقطاعات الحيويةالأخرى عليه.
وفيما يلى المتطلبات اللازمة لتفعيل الذكاء الاصطناعى بالدولة المصرية :-
1- تنميـة وتطـوير الكفـاءات العلميـة المتخصصـة والقـدرات المحليـة فـي مجال الذكاء الاصطناعي ، من خلال تنظيم دورات تدريبية متخصصة لموظفي الحكومة في علـم البيانـات .
2- العمل على خلق ثقافة الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمى لدى فئات المجتمع لتسهيل انتشار استخدام التطبيقات التي تعتمـد على هذه التقنيات وخلق المواطن الرقمـي القـادر علـى التعامـل معهـاعبـر تضـافر الجهـود بـين المؤسسات الحكومية والتعليمية والإعلامية للتوعية المجتمعية بأساسيات هذا المجال.
3- العمل على إنشـاء مراكز بحثية تساهم في تطوير القطاعـات المختلفـة بالدولـة وتأهيلهـا لاسـتقبال ضـرورات الـذكاء الاصطناعي.
4- العمل على تطوير البنية التحتية اللازمة للتحول الرقمى ورقمنة البيانات والمعلومات .


دكتور / ايمن حسن النجار
دكتوراه الاقتصاد وخبير سوق المال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى