مقالات وتحقيقات

سهي سيد تكتب: أخيرا ….خلعته

سهي سيد تكتب: ....أخيرا خلعته

اليوم الثامن

أخيرا خلعته

رجاءا لا تتمسك بشئ أو شخص أو علاقة قد تؤذيك نفسيا أو جسديا اوماديا، لا داع للتعلق المريض بأشياء قد تقتلك ببطئ دون أن تشعر،متذرعا انك لن تستطيع تعويضها فيما بعد،وأن بفقدانك لها ستكون خسارتك فادحه وربما لن تجد لها بديلا اخر،وقد تعتقد إن خسرتها قد تخسر أهم ما يميزك أو ماتعتقد انك متفردا به!!!!

ولكن الواقع غالبا مايثبت لنا عكس نظرتنا السطحية لهذه الأمور.

وعن تجربتي الشخصيه فى التمسك بما كنت أعتقد أنه لا يعوض اكتب لكم واترك لكم حرية القرار والإختيار ما إن اضطررتم للوقوف بموقفى هذا، وهل كنت على صواب حينما تمسكت بشئ ضرنى أكثر مما كنت أعتقد أنه قد ينفعنى؟ أم اننى أخطأت فى حق نفسي؟؟


لا شك إن كثيرا منا او معظمنا اختبر تلك الآلام الرهيبه والقاسيه الناتجة عن آلام الأسنان وخاصة حينما يصل الآلم إلى العصب ويفتك به، وذلك تحديدا ماحدث معى فعلى مدار مايقرب من العام تقريبا كنت قد استنفذت الكثير من الوقت والجهد والمال فى محاولات مستميته للتمسك بأحد ضروسي إذ خشيت إن تخلصت منه سوف أعانى نفسيا وجسديا إن أقدمت على هذا التصرف فعزمت على أن ابذل قصارى جهدى فى علاجه بكل الطرق بداية من المسكنات والمضادات والوصفات الطبيه الأخرى ووصولا إلى حشو العصب وتركيب طربوش لحمايته ولكن بلا فائدة ترجى منه فقد أنتهت صلاحيته تماما ولم يعد يصلح حتى أن يكون مجرد ديكور أو هيكل لضرس فى فكى.


ولم تقف الأمور عند هذا الحد فقط بل تفاقمت حالتى للاسوء إذ أسفر تمسكى بهذا الضرس المعطوب إلى اصابتى بورم شديد وخطير بالفك واللثه اسرعت على أثره بزيارة طبيبى المعالج اطالبه بضرورة خلع ذلك الضرس اللعين فى التو والحال وانا اصرخ به ماعدت أقوى على تحمل المزيد من الألم ماعدت بحاجة إليه يجب ان تخلعه فورا وألقى به إلى قارعة الطريق أو أقرب سلة مهملات. فقد حرمنى النوم والراحة والطعام والشراب حتى اننى بت أجد صعوبة كبيره فى التحدث والتنفس. .

ولكنى فوجئت بالرفض القاطع للطبيب المعالج محذرا إياى أن أي محاولة لخلعه وانا فى هذه الحاله السيئه قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه وأنه يجب علينا أن ننتظر حتى نعالج ذلك الورم الخطير أولا ثم نقوم بخلع الضرس فيما بعد.


وبينما كان الطبيب يوجه حديثه إلى ويواصل تحذيراته لى كنت قد عدت بذاكرتى للوراء منذ بداية شعورى بالآمه اول مره وادركت حينها انه فى بعض الأوقات قد يكون العلاج الوحيد للتماثل للشفاء هو (البتر) نعم البتر ربما يكون حلا قاسيا ولكنه الحل الوحيد لبقائك على قيد الحياة فضلا عن التمسك بعضوا فاسدا فى الجسد يصبح كالمرض الخبيث يسرى فى الجسد كله ينهشه ويقضى عليه، وادركت للمرة الأولى منذ شعورى بالتعب كم أهدرت الكثير من وقتى وصحتى ومالى محاولة التمسك بشئ أشعر للمرة الاولى بمدى تفاهته وعدم اهميته وقلة قيمته عندما تعلقت بشئ آذانى أكثر بكثير من مخاوفى من التخلى عنه واعتقادى اننى لن أستطع تعويضه.


وأدركت أخيرا أن معظم الأشياء والعلاقات يمكن تعويضها بأفضل منها لولا تردنا فى التخلى عنها والتخلص منها. وايقنت أن حياتنا وامننا النفسي وسلامتنا الجسديه أهم بكثير من أشياء فى الواقع لا تعنى شيئ. .


وهذا مادفعنى اليوم للكتابة لكم وإسداءكم النصح ألا تتمسكوا بأفكار باليه ومخاوف واهيه تخضعكم لها وتسلبكم راحتكم وتستنفذ طاقتكم ووقتكم و صحتكم فلا تضحوا بااغلى ماتملكون من أجل أشياء أو علاقات هى أدنى واتفه وابخس ماتكون مقارنة بصحتكم وامانكم النفسي،.


لكم الأن أن تتخيلوا تلك الراحة النفسيه التى تعترينى وشعورا قويا بااننى استعدت نفسي وولدت من جديد كأن جبلا ثقيلا كان يجثم على قلبي والآن قد تخلصت منه وتخليت عنه. ..
متعكم الله بالصحه والعافيه ووقاكم شر التعلق المريض بما يضركم ولا ينفعكم. (واخيراااااااا خلعته



اليوم الثامن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً على Hanan إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى