مقالات وتحقيقات

رياض الفرج يكتب:الكلمة الرصاصة… والرصاصة الكلمة.

اليوم الثامن

إلى محبي الكلمة الطيبة
الكلمة الرصاصة….. والرصاصة الكلمة.
بعض الكلمات كالرصاص تماما ….. بعضها يجرح …….بعضها يقتل ……بعضها تصيب القلب في مقتل من غير حرج ينزف دما يرى، وبعض الكلمات تتركها أثرها في القلب وفي النفس بجرح غائر لا تمحوه الأيام.
فالكلمة الطيبة رصاصة حق …تدافع عن الحق …ترفع الظلم …تظهر الحقيقة …تدحض شبهة … تورث طمأنينة … تترك أثرها في النفس فتبعث الأمل والراحة والنشاط والهمة، فكلمة الخير فروعها وارفة الظلال تمتد وتنمو فتمد الحياة بالمحبة والعطاء وراحة النفس وحياة الضمير، فكم من كلمة طيبة أورثت صاحبها مجدا وسؤددا!! … وكم من كلمة طيبة جنبت صاحبها الفتن وأطفأت نار الحقد والكراهية!! … وكم من كلمة رفعت من قدر قائلها أبد الدهر!! وكم من أناس رحلوا وبقيت كلماتهم!! فسبحان من أنطق الإنسان بلسان البيان ليقول الحكمة والعبرة وبذرة الخير التي لا تموت أبدا …!
والكلمة غير الطيبة رصاصة طائشة تخبط خبط عشواء …. فقد تشعل نار الفتنة …وقد تشعل فتيل نار الحرب، فالحرب أولها الكلام، والكراهية تبدأ بكلمة مسيئة.. تدمر أسرة آمنة.. تفتت مجتمعا متماسكا …. تتسبب بالإحباط والريبة والشك…. فكم من علاقات دمرت بكلمة!! …. وكم من شبهة في الفكر والدين بدأت بكلمة!! …. وكم من كلمة تسببت اتعبت البال وأورثت صاحبها وسامعها الهم والغم!
ومما يدعو إلى الحيرة والدهشة في مجتمعنا أن الكلمات الطائشة والرصاصات المنطلقة من الأفواه كثرت في كل الاتجاهات لتزيد الجراح حرجا، ولتزيد الألم ألماَ، فأين عقلاء القوم من كل الكلمات الطائشة والرصاصات التي أدمت جسدنا المثخن بجراحه! .
د. رياض الشديفات /12/8/2019م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى